حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[في أن عليا (ع) ولي المؤمنين في الدنيا والآخرة]

صفحة 238 - الجزء 1

  الحاشية: هذا السؤال قاله النبي ÷ في مكة عند نزول قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء]، وقد تقدم بعض الروايات في ذلك في الجامع الكافي من رواية الحسن بن يحيى.

  ثم قال النبي ÷ لهم: «يا بني عبدالمطلب كونوا في الإسلام رؤوساء ولا تكونوا أذناباً، أدعوكم إلى الإسلام، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، أيكم يجيبني إلى الإسلام على أن يكون أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي في أهلي وقومي، يقضي ديني وينجز موعدي» فقام إليه علي # وهو يومئذ أصغرهم سناً فأجابه إلى ما دعاه إليه فتفل رسول الله ÷ في فيه، ومسح بيده على وجهه، ودعا له، وضمه إليه، فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت ابن عمك أنْ أجابك إلى ما دعوته إليه من بينهم أن ملأت فمه بصاقاً؛ فقال النبي ÷: «بل ملأته فهماً وحكماً وعلماً».

  فهذا أول ولاية علي # فاستحق بذلك الوصية من رسول الله ÷ والخصال التي شرطها رسول الله دون بني عبدالمطلب.

  وقال الحسن في موضع آخر: والخصلة الأخرى قول الله سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}⁣[الأحزاب: ٦]، فليس أحد من أصحاب النبي ÷ ولا من أهل بيته يجتمع له الإيمان والهجرة والقرابة برسول الله ÷ إلا علي #.

  وقال في موضع آخر: ثم أخبر الله نبيه أن أولى الناس برسول الله وبالمؤمنين أول من اتبعه فقال: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ٦٨}⁣[آل عمران]، وكان إسماعيل أول من اتبع إبراهيم وكان علي أول من اتبع محمد ÷.

  وقد بين الله أن علياً # أولى الناس برسول الله ÷ لئلا يشك فيه أحد فقال تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ