حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[في أن عليا (ع) ولي المؤمنين في الدنيا والآخرة]

صفحة 239 - الجزء 1

  بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ}⁣[الأحزاب: ٦]، وليس نعلم أحداً من المؤمنين والمهاجرين ممن أومأ الناس إلى أنه يستحق مقام الرسول تجتمع فيه هذه الثلاث الخصال السبق والإيمان والهجرة والرحم القريبة إلا علي #، فإن الله سبحانه قد جمع له ذلك فهو أولى الناس برسول الله ÷ في الرحم والإيمان والهجرة، وأولى الناس بمقامه من الكتاب والسنة، وأولى الناس برسول الله ÷ وأولاهم بالناس، لأن أولى الناس بإبراهيم إسماعيل لأنه كان أول من اتبعه وهو ولي المؤمنين وأولى الناس بهم.

  قال: وقد روي عن علي # أنه قال على المنبر: (والله لقد قبض رسول الله وأنا أولى بالناس مني بقميصي هذا).

  وأما ولاية الآخرة: فمما جاء فيها ما رواه محمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن عمرو الخشاب، عن حسين الأشقر، عن علي بن عاصم الواسطي، عن علي بن إسحاق السجستاني، عن ابن عباس، قال: دخلت على النبي ÷ وهو ينكث في الأرض بيده فأقبل علي بن أبي طالب حتى قام على رأس رسول الله ÷ فقال: السلام عليك يا رسول الله قال: فرفع رسول الله رأسه فقال: «وعليك السلام يا مؤمن بالله» ثم قام النبي ÷ قائماً حتى صافحه وقَبّل موضع السجود من جبهته، فقال: «أتدري ما أوحى إليَّ ربي فيك يا أبا الحسن؟» قال: وما أوحى إليك ربي فيّ يا رسول الله؟ قال: «أخبرني أمين ربي عن ربي قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة وضع لي منبراً بين الجنة والنار من نور، لذلك المنبر مائة مرقاة وهي الدرجة الوسيلة، ثم يحف بالمنبر النبيون، ثم الوصيون، ثم الصالحون، ثم الشهداء، ثم يجاء إلي فيقال: يا محمد يا أحمد قم فارقه قال: فأرقى حتى أصير في أعلى مرقاة من المنبر فيناولني قضيباً من زمرد، ثم أصعد حتى أصير في عليين، فأحمد ربي بمحامد لم يحمدها أحد من الأولين، وأمجده بتمجيد لم يمجده به أحد من الآخرين، ثم يجاء إليك يا أبا الحسن وأنت سيد الوصيين وسيد شهداء زمانك فيكسوك بريطة ... ثم يقال لك شق صفوف الشهداء وسلم عليهم، ثم يقال لك شق صفوف الصديقين وسلم عليهم