حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الخبر الثالث في براءة ومخرجوه]

صفحة 244 - الجزء 1

  والحديث وما في الباب يدل على أن علياً من رسول الله ÷ وإذا كان منه فيجب له ما يجب لرسول الله من الطاعة والإنقياد والإمامة وكلما لرسول الله غير النبوة، ويجب على كل مؤمن معرفة ذلك بالنظر والبصيرة.

  قال الحسن بن يحيى: الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله ÷ علي بن أبي طالب، ومن لم يعتقد بعد النبي ÷ إمامة علي # لم يقبل الله له صلاة ولا زكاة ولا حجاً ولا صوماً ولا شيئاً من أعمال البر، وبعده الحسن والحسين ومن لم يؤمن بأن الإمام بعد النبي ÷ علي # كما يؤمن بالقرآن والصلاة والزكاة والصوم والحج لم ينفعه شيء من عمله، إلا أن يكون أعجمياً أو صبياً أو امرأة أو جاهلاً لم يقرأ القرآن ولم يعلم العلم فإن جملة الإسلام تجزيه. أهـ.

  وللهادي إلى الحق في مقدمة الأحكام نحو هذا.

[الخبر الثالث في براءة ومخرجوه]

  [٤٠] (أحمد، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، قال: بعث رسول الله ÷ فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منها قال: «لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه»⁣(⁣١).

  الحاشية: حديث نزوع براءة من أبي بكر وتسليمها للوصي فيه روايات كثيرة:

  قال علي #: (لما نزلت عشر آيات من براءة على رسول الله ÷ دعا النبي ÷ أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعا لي النبي ÷ فقال: «أدرك أبا بكر فحيث ما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة واقرأها عليهم» فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه فرجع أبو بكر إلى النبي ÷ فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: «لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» هكذا أخرجه أحمد بن حنبل.


(١) مسند أحمد (١/ ٥٤٤) رقم (٣٠٥٢) وقد تقدم في الحديث رقم [٢].