حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[في أن الله يحب عليا وعمار وسلمان وأبا ذر والمقداد]

صفحة 253 - الجزء 1

  الحاشية: أبو ربيعة: هو عمر بن ربيعة الإيادي، خرج له الأربعة إلا النسائي والبخاري في الأدب، قال الذهبي: قد ذكر مضعفاً.

  قلت: من أخذ عنه مثل شريك والحسن بن صالح وأخيه علي، متى يكون ضعيفاً؟!

  والحديث أخرجه الخوارزمي بلفظ: قلنا من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم» ثم قال: ذكر ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول؛ فقلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم» ثم قال مثل ذلك في اليوم الثالث، فقلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم، وأبا ذر، والمقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي».

  وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بلفظ: قلنا من هم يا رسول الله وكنا نحب أن نكون منهم قال: «ألا إن علياً منهم» ثم سكت ثم قال: «أما إن علياً منهم» ثم سكت⁣(⁣١).

  والحديث يدل على طهارة بواطن المشار إليهم، وعلو منزلتهم عند الله، وقد كان هؤلاء الثلاثة من أعظم الصحابة محبة لوصي رسول الله ÷ وتفضيله، وكان عندهم أنه أحق بمقام رسول الله ÷، والرواية عنهم ظاهرة.

  واعلم أن المحبة من الله سبحانه عند بعض علمائنا هي استحقاق الثواب قبل وقته وإيصاله إليه في دار الآخرة، وقالت المعتزلة: بل هي بمعنى إرادته.

  قلت: محبة الله أمر عظيم يخص الله به أولياءه، وهي منه تعالى على ما يليق به سبحانه، وقد يشمل العبد بركتها في الدنيا والآخرة، وفضله واسع ، وعظم شأنه أرحم الراحمين.


(١) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٤١) رقم (٤٦٤٩).