[في أن الله يحب عليا وعمار وسلمان وأبا ذر والمقداد]
  الحاشية: أبو ربيعة: هو عمر بن ربيعة الإيادي، خرج له الأربعة إلا النسائي والبخاري في الأدب، قال الذهبي: قد ذكر مضعفاً.
  قلت: من أخذ عنه مثل شريك والحسن بن صالح وأخيه علي، متى يكون ضعيفاً؟!
  والحديث أخرجه الخوارزمي بلفظ: قلنا من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم» ثم قال: ذكر ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول؛ فقلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم» ثم قال مثل ذلك في اليوم الثالث، فقلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: «إن علياً منهم، وأبا ذر، والمقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي».
  وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال: هذا صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بلفظ: قلنا من هم يا رسول الله وكنا نحب أن نكون منهم قال: «ألا إن علياً منهم» ثم سكت ثم قال: «أما إن علياً منهم» ثم سكت(١).
  والحديث يدل على طهارة بواطن المشار إليهم، وعلو منزلتهم عند الله، وقد كان هؤلاء الثلاثة من أعظم الصحابة محبة لوصي رسول الله ÷ وتفضيله، وكان عندهم أنه أحق بمقام رسول الله ÷، والرواية عنهم ظاهرة.
  واعلم أن المحبة من الله سبحانه عند بعض علمائنا هي استحقاق الثواب قبل وقته وإيصاله إليه في دار الآخرة، وقالت المعتزلة: بل هي بمعنى إرادته.
  قلت: محبة الله أمر عظيم يخص الله به أولياءه، وهي منه تعالى على ما يليق به سبحانه، وقد يشمل العبد بركتها في الدنيا والآخرة، وفضله واسع ﷻ، وعظم شأنه أرحم الراحمين.
(١) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٤١) رقم (٤٦٤٩).