[رفع عائشة صوتها على رسول الله وحسدها لأمير المؤمنين (ع)]
  فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال: يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله ÷)(١).
  الحاشية: العيزار بن حريث: هو العبدي الكوفي، وثقه في التقريب والنسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وخرج له مسلم والأربعة إلا ابن ماجه، ومن أئمتنا المؤيد بالله #.
  وأما النعمان بن بشير: فهو من الأنصار، وكان من رؤساء القاسطين في صفين، ثم غزا بعض أطراف الوصي، وكان أحد عمال معاوية، والشاتمين للوصي على المنابر، ومن قوله:
  لقد طلب الخلافة من بعيد ... وسارع في الضلال أبو تراب
  معاوية الإمام وأنت منها ... على وتح بمنقطع السراب
  ثم أقره يزيد على حمص وبقي عليه إلى أن قتل في أيام ابن الزبير، ومولده على عهد رسول الله ÷ وكان بعض أهل الحديث لا يصحح سماعه من النبي ÷.
  وأما خبره هنا فإنه غير متهم على عائشة، وفي الخبر هذا دلالة قوية على تقادم حسد(٢) عائشة للوصي وعظم انحراف.
  وقد روى أنس عن النبي ÷: «من حسد علياً فقد حسدني ومن حسدني فقد كفر» أخرجه ابن مردويه.
  وفي كتاب ابن هبة الله المعتزلي وهو غير متهم على عائشة في كلام لأم سلمة قالته لعائشة، ومنه: قالت: أتذكرين يوم أقبل # ونحن معه حتى إذ هبط من قديد ذات الشمال خلا
(١) مسند أحمد (٥/ ٣٤٥) رقم (١٧٩٥٣) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق حمزة أحمد الزين (١٤/ ١٦٩) رقم (١٨٣٣٣) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده صحيح.
(٢) ومما يدل على حسد عائشة لعلي (ع) ما رواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب بسنده إلى مسروق عن عائشة في حديث قتل الخوارج قالت: ما كنت أشتهي أن يلي قتلهم علي). فتدبر.