حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[في أن من آذى عليا فقد آذى رسول الله ÷]

صفحة 259 - الجزء 1

  بعلي يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني، فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت: ما شأنك؟ فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي: ليس لي من رسول الله ÷ إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي؛ فأقبل رسول الله ÷ عليَّ وهو غضبان محمر الوجه فقال: «ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان» فرجعت نادمة ساقطة، قالت عائشة: نعم أذكر ذلك.

  ونسبه إلى أبي مخنف⁣(⁣١).

  ثم في الخبر تقرير النبي ÷ لها أن علياً أحب إليه ÷ منها ومن أبيها، وإذا قد ثبت عنها هذا في زمن رسول الله ÷ ثم ما كان منها إلى الوصي بعد ذلك ينبغي أن لا تقبل منها رواية فيها معارضة لمناقب الوصي أو نحو ذلك، لأنها متهمة والمتهم روايته غير جائزة قضى بذلك الشرع الشريف والله الهادي.

  وقوله: فأهوى إليها، هو من الإهتواء الضرب باليد والتناول أو من هوى أي امتدت إليه اليد وارتفعت كأهوت، والله أعلم.

[في أن من آذى علياً فقد آذى رسول الله ÷]

  [٤٦] (أحمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن يسار بن معقل⁣(⁣٢)، عن عبدالله بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال: وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع علي # إلى اليمن فجفاني ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (٦/ ٣٢٢)، انظر تاريخ أبي مخنف (١/ ١٠١).

(٢) هكذا (الفضل بن يسار بن معقل) في النسخة التي لدي وقد أمليت على المؤلف |، ولعل ذلك سبق قلم، أو غلط في نسخة المسند التي أخذ عنها المصنف، والذي أثبته أحمد شاكر وحمزة أحمد الزين في تحقيق المسند أنه (الفضل بن معقل بن سنان) وقال المحقق: إن (يسار) خطأ.