[في أن من آذى عليا فقد آذى رسول الله ÷]
  وأخرجه الحاكم وصححه والذهبي كذلك صححه عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس؛ فحصبه ابن عباس وقال: يا عدو الله آذيت رسول الله {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[الأحزاب: ٥٧]، لو كان رسول الله ÷ حياً لآذيته(١).
  وأخرج أحمد في مسنده من عدة طرق أن النبي ÷ قال: «من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً» حكاه ابن عقيل في النصائح(٢).
  ومنها: ما أخرجه أبو يعلى والبزار وأحمد عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله ÷: «من آذى علياً فقد آذاني» ورواه في الإستيعاب مرسلاً(٣).
  وما أخرجه في المناقب لابن المغازلي(٤) عن ابن عباس قال: كنت عند النبي ÷ إذ أقبل علي بن أبي طالب غضبان فقال النبي ÷: «ما أغضبك؟» فقال: آذوني فيك بنو عمك؛ فقام رسول الله ÷ مغضباً فقال: «أيها الناس من آذى علياً فقد آذاني، إن علياً أولكم إيماناً، وأوفاكم بعهد الله، أيها الناس من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً» فقال جابر بن عبدالله: يا رسول الله وإن شهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؟ قال: «يا جابر كلمة يحجزون بها أن لا تسفك دماءهم وأموالهم وأن يعطوا الجزية وهم صاغرون» وحكاه في مقدمة الاعتصام.
  وروى أبو خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي # قال: حدثني رسول الله ÷ وهو آخذ بشعرة؛ قال: «من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني
(١) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٣٠) رقم (٤٦١٨) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢) النصائح الكافية لمن يتولى معاوية (١٢٠)، قال في الحاشية: لم أجده، وفي الفردوس للديلمي «من مات وفي قلبه بغض علي بن أبي طالب فليمت يهودياً أو نصرانياً» (٣/ ٥٠٨) رقم (٥٥٧٩).
(٣) مسند البزار (٣/ ٣٦٦) رقم (١١٦٦)، مسند أبي يعلى (٢/ ١٠٩) رقم (٧٧٠).
(٤) مناقب ابن المغازلي الشافعي (٥٢) رقم (٧٩).