[الخبر الثاني]
  ومن عرف ما جاء في حق وصي رسول الله ÷ وجب عليه توليه في ظاهر الأمر وباطنه، ويجب عليه أن يوجب له العصمة، ويتبرأ ممن تبرأ منه الوصي، قاله أحمد بن عيسى ونص عليه، وروى أنه سمع أباه وقد سئل: هل يثبت لك عن النبي ÷ أن علياً معصوم لا يضل أبداً؟ قال: نعم.
  وروى عن أبيه عيسى أن رجلاً سأل أمير المؤمنين فقال له: ما تسمي أهل حربنا؟ فقال أمير المؤمنين: نسميهم بما سماهم الله به يقول الله ø: {تِلْكَ الرُّسُلُ} ... إلى قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ ءَامَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣}[البقرة]، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا.
  وأخرج ابن عساكر، عن عمار، عن النبي ÷: «يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني»(١).
  قال محمد بن منصور وقد سئل عمن آمن بالله ورسوله وعمل ولم يعرف الولاية لعلي # ولا لغيره ومات على ذلك؛ فقال: إن كان هذا الرجل لم يبلغه خبر أمير المؤمنين وما قاله رسول الله ÷ فيه وفي غيره ممن تجب عليه ولايته فلا شيء عليه وقد مات مسلماً، وإن كان ترك ذلك عداوة أو معاندة فقد مات ضالاً.
  وأما الحسن بن يحيى: فإنه ذكر أن من لم يؤمن بإمامة الوصي بعد رسول الله ÷ كما يؤمن بالقرآن والأركان الأربعة لم ينفعه شيء من عمله إلا أعجمي أو صبي أو امرأة أو جاهلاً لم يعلم العلم فعنده أن جملة الإسلام تجزيهم.
[الخبر الثاني]
  [٤٨] (أحمد، حدثنا علي بن أبحر، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم أبي
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر (٤٢/ ٤٧٣).