حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل [في إخبار الرسول ÷ لعلي بأنه سيقتل]

صفحة 272 - الجزء 1

  وعن الزهري أن ابن ملجم طعن علياً حين رفع رأسه من الركعة فانصرف وقال: (أتموا صلاتكم) رواه عبدالرزاق في أماليه.

  والمشهور من الروايات أنه ضربه عند باب الطاق وأن الضربة لما وقعته قال: (فزت ورب الكعبة).

  وفي الباب من الروايات ما يضيق المكان بنقله، وقد كان ~ سئيماً بالحياة راغباً إلى لقاء الله، ففي الخبر أنه قال للنبي ÷ بعد يوم أحد وقتل حمزة: ألم تكن قد وعدتني بالشهادة؟ قال: «بلى وهي من ورائك فكيف صبرك؟» قال: يا رسول الله ليس موطن صبر ولكنه موطن بشر - أو شكر -)، رواه الإمام أحمد بن سليمان وغيره، ورووا نحوه في نهج البلاغة.

  وكان يقول: (والله لهو آنس بالموت من الصبي بثدي أمه) وكان يقول: (ما أبالي سقطت على الموت أم سقط علي) رواهما في نهج البلاغة وشرحه لابن أبي الحديد.

  وفي الحديث: أن أشقى الآخرين قاتله ~ وما ذاك إلا أنه قتل نفس رسول الله التي هي أفضل وأشرف الأنفس، وقد قتل من المسلمين من قتل، ولم يكن أحد من قاتليهم أشقى الآخرين بل هم متفاضلون في العذاب على قدر جرائمهم فعلى قاتل الحسين نصف عذاب أهل النار وقاتل الوصي أشقى منه بدلالة صيغة اسم التفضيل وإضافته إلى ما هو محلى بالألف واللام فعليه أعظم أهل النار.

  حكى محمد بن سليمان، عن محمد بن منصور، قال: خرجت في بعض سياحتي فرأيت دير راهب فدنوت منه وصعدت إليه وهو على ساحل البحر فقلت: يا راهب ألا تستوحش في هذا المكان؟ قال: آنس بزفار البحر، قلت: فأخبرني بأعجب ما رأيت في هذا البحر؟ قال: دابة تخرج في هذا البحر كل يوم فتطلع تلك الصخرة فتتقيأ رأس إنسان حية ثم رجليه ثم عضواً عضواً فإذا هو رجل قائم ثم تأتي دابة فتمزقه عضواً عضواً وتبتلعه وترجع إلى البحر.