حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[كلام النبي ÷ لعلي لما رجع من فتح خيبر]

صفحة 277 - الجزء 1

  فقال له النبي ÷: «لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي، قد جعل الله نسل كل نبي في صلبه وجعل نسلي من صلبك، يا علي فأنت أعز الخلق وأكرمهم على الله، وأعزهم عندي ومحبك أكرم من يرد علي من أمتي» أخرجه بطوله ابن المغازلي⁣(⁣١).

  قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير - وقد أورده في شرحه للقصيدة العلوية - قلت: وفصول هذا الحديث له شواهد من كتب الحديث المخرجة تأتي مفرقة إن شاء الله ونحو ذلك⁣(⁣٢).

  قال السيد العلامة إسحاق بن يوسف: وأخرجه محمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا عباد بن زياد، قال: حدثنا كادح بن حصر العابد، وحدثنا علي بن رجاء بن صالح، قال: حدثنا الحسن بن حسين العرني، عن كادح، عن عبدالله بن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد الإفريقي، عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبدالله برواية أبسط من هذه، وعن حجية بن عدي، قال: قال علي: (يهلك فيّ رجلان محب مفرط، ومبغض مفتر، خير أصحابي النمط الأوسط الذي يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي) أخرجه محمد بن سليمان⁣(⁣٣).

  وحديث الباب من أعلام النبوة، وهلك فيه فرقتان فرقة ادعت له الربوبية، وفرقة ادعت له النبوة، وفرقة ادعت له الرجعة، وفرقة أبغضته حتى شتمته على ظهور المنابر، وفرق قاتلته، وفرق أنزلته عن حقه.

  ومن البهت قول من قال: إن العبادة قد نهكته رياء وترشحاً للخلافة، وقد أجاب ابن عباس وقال: وما يصنع بالترشيح، قد رشحه رسول الله ÷ فصرفت عنه.

  وقول من قال: به دعابة أو تيه على المؤمنين، وجامع الأمر ما قاله رسول الله ÷: «يهلك فيك رجلان محب مفرط ومبغض مفتر» أخرجه ابن عبدالبر مرفوعاً، وأحمد موقوفاً على الوصي #.


(١) مناقب ابن المغازلي الشافعي (٦٣) رقم (١٠١).

(٢) الروضة الندية شرح التحفة العلوية (٦٨).

(٣) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٢٨٣) رقم (٧٤٧).