حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مبيت علي (ع) على فراش النبي ÷، ومباهاة الله به ملائكته]

صفحة 282 - الجزء 1

  قال الذهبي: ومن مناكيره حديث إن النبي ÷ أمر بسد الأبواب إلا باب علي.

  وما أدري ما وجه النكارة فيه وقد رواه جماعة من الصحابة ثم من بعدهم، وقد وثقه ابن معين ومحمد بن سعد والنسائي والدارقطني، قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقد تقدم الكلام عليه وعلى سائر السند.

  وأخرج الإمام أبو طالب في أماليه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: حدثنا محمد بن بلال، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع، قال: كان علي # يجهز لرسول الله حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب واستأجر ثلاث رواحل للنبي ÷ ولأبي بكر ولدليلهما، وخَلَّفَه النبي ÷ ليخرج أهله إليه فأخرجهم إليه، وأمره أن يؤدي عنه أماناه ووصايا من كان يوصي إليه وما كان يؤمن عليه فأدى عنه أمانته.

  وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال: «إن قريشاً لن يفقدوني ما داموا يرونك» فاضطجع على فراش النبي ÷ وجعلت قريش تطأ عليه فإذا رأوه قالوا: هو ذا نائم فلما أصبحوا ورأوا علياً قالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي.

  فلما بلغ النبي ÷ خبر قدومه قال: «أدعو لي علياً» قالوا: يا رسول الله لا يقدر أن يمشي على قدميه؛ فأتاه النبي ÷ فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة له مما رأى ما بقدميه من الورم وأنهما يقطران دماً فتفل رسول الله ÷ في يده فمسحهما ودعا له بالعافية فما شكاهما حتى استشهد. أهـ⁣(⁣١).

  وقد حكى صدر الحديث في السيرة الحلبية وقد عارض ذلك عروة بن الزبير بحكاية تخالف هذه حكاها ابن هشام وغيره، وعروة من يُعرَف.


(١) تيسير المطالب أمالي السيد الإمام أبي طالب (٧٥).