حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[مبيت علي (ع) على فراش النبي ÷، ومباهاة الله به ملائكته]

صفحة 283 - الجزء 1

  وروى الثعلبي في تفسيره أن النبي ÷ لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه، ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه فقال: «يا علي اتشح ببردي الحضرمي الأخضر، ونم على فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله ø» فأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلهما الحياة، فأوحى الله ø إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه؛ فنزلا، وكان جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، فقال جبريل: بخٍ بخٍ مَنْ مثلك يابن أبي طالب يباهى بك الملائكة فأنزل الله على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٠٧]، أهـ.

  وقد أورده بهذه السياق السيد العلامة إسحاق بن يوسف ونسبه إلى الثعلبي وقال: مبيت علي على فراش رسول الله ÷ متواتر.

  قال: وهذا الخبر قد رواه بهذه السياق عدة من أهل الحديث والوعاظ وغيرهم، وروى مبيته ونزول جبريل إلى آخر الحديث الرازي في تفسيره.

  وأخرج محمد بن سليمان، عن محمد بن منصور، قال: حدثنا فضل بن أبان، قال: حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن ليث يذكره عن الحسين، قال: أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات الله علي ثم اقرأوا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٠٧]، وإن لعلي في القرآن اسماً ما يعرفونه، قال: قلت: وقد قرأت القرآن فما رأيت فيه اسماً، قال {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}⁣[التوبة: ٣]، فمن كان الأذان.

  قال: وقال علي #:

  وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

  يخاف رسول الله أن يمكروا به ... فنجاه ذو الطول الإله من المكر