حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[فائدة جليلة في قواعد المحدثين في الحديث]

صفحة 292 - الجزء 1

  الإسلام، وقربك مني وصهرك، وعندك سيدة نساء العالمين، وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حتى نزل القرآن فأنا حريص أن أراعي ذلك لولده».

  واعلم أن فائدة تشبيه النبي ÷ لقتال الوصي على تأويل القرآن بقتاله ÷ للمشركين يدل على أنه يجب على الأمة الإنقياد له # كانقيادهم له وطاعته ونصره، وأن خذلانه كخذلان النبي ÷، ومعصيته ومخالفته كمعصية النبي ومخالفته ÷، وأن حكم من قاتله في خلود النار كحكم من حاربه النبي ÷.

  قال ابن أبي الحديد عند شرح قول علي #: (عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته).

  قال ابن أبي الحديد: يعني نفسه # وهو حق على المذهبين جميعاً:

  أما نحن: فعندنا أنه إمام واجب بالإختيار، فلا يعذر أحد من المكلفين في الجهل بوجوب طاعته.

  وأما على مذهب الشيعة: فلأنه إمام واجب الطاعة بالنص فلا يعذر أحد من المكلفين في جهالة إمامته، وعندهم أن معرفة إمامته تجري مجرى معرفة محمد ÷ ومجرى معرفة الباري سبحانه، ويقولون: لا يصح لأحد صلاة ولا صوم ولا عبادة إلا بمعرفة الله والنبي ÷ والإمام، وعلى التحقيق فلا فرق بيننا وبينهم في هذا المعنى لأن من جهل إمامة علي # وأنكر صحتها ولزومها فهو عند أصحابنا مخلد في النار لا ينفعه صوم ولا صلاة، لأن المعرفة بذلك من الأصول الكلية التي هي أركان الدين، ولكنا لا نسمي منكر إمامته كافراً بل نسميه فاسقاً ونحو ذلك، والشيعة تسميه كافراً فهذا هو الفرق بيننا وبينهم وهو في اللفظ لا في المعنى.

  قلت: روى الناصر الأطروش بسند صحيح إلى علي # أنه سئل عمن حاربه ولفظه:

  قال: قال له رجل: يا أمير المؤمنين أرأيت قومنا أمشركون هم؟ يعني أهل القبلة.

  قال: لو كانوا مشركين ما حلت لنا مناكحتهم، ولا ذبائحهم، ولا مواريثهم، والمقام بين أظهرهم، ولا جرت الحدود عليهم، ولكنهم كفروا بالنعم، وكفروا بالأحكام والعمال، وكفر النعم غير كفر الشرك.