[الحديث الثاني عن سعد بن أبي وقاص]
  ونحو ذلك أخرج ابن أبي شيبة من حديث سعد(١).
  وأخرج البخاري وأحمد بلفظ: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب» فقالوا: يارسول الله هو يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فأتي به فبصق في عينيه، ودعا له حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية؛ فقال علي: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «أنفذ على رَسْلِك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم»(٢).
  وأخرجه من حديث عمر مالك والبخاري والدارقطني في سننه، وابن عساكر(٣) بلفظ: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره» فلما أصبح قال: «أين علي؟» قالوا: يا رسول الله ما يبصر، قال: «ائتوني به» فلما جاء قال النبي ÷: «ادن مني» فدنا منه؛ فتفل في عينيه ومسح بيده فقام علي من يبن يديه كأن لم يرمد.
  وحديث الراية: بلفظ: «يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» أخرجه: أحمد من حديث أبي هريرة، ومحمد بن سليمان أيضاً(٤).
  وأخرجه محمد بن سليمان من حديث عمران بن حصين(٥).
  وأخرجه محمد من حديث أبي سعيد وفيه بعض الطول(٦).
(١) مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٥٠٠) كتاب الفضائل، باب مناقب علي.
(٢) صحيح البخاري، كتاب ٦٢ فضائل الصحابة، الباب التاسع: مناقب علي بن أبي طالب حديث رقم (٣٧٠١) انظر (فتح الباري شرح صحيح البخاري (٧/ ٨٩)، ومسند أحمد (٥/ ٣٣٣) رقم (٢٢٨٧٢).
(٣) تاريخ دمشق لابن عساكر (٤١/ ٢١٩).
(٤) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٥٠٣) رقم (١٠٠٥).
(٥) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٥٠١) رقم (١٠٠٣).
(٦) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٤٩٨) رقم (١٠٠١).