[الحديث الرابع عن سلمة بن كهيل]
  والحديث: أخرجه محمد بن سليمان بهذا السند بزيادة «ويحبه الله ورسوله».
  وقوله ÷ في الحديث «لا يخزيه الله أبداً» يفيد إكرام الله له أبداً، وأن الخزي منتف عنه من الله أبداً في الدنيا والآخرة.
  وفي شهادة رسول الله له بهذا وبين من قال لرسول الله ÷ حين قال لأهل أحد «أنا شهيد لكم»، فقال: ونحن يا رسول الله، قال «ما أدري ما تحدثوا بعدي» أو كما قال، أخرجه ابن هبة الله(١)، تفاوتٌ عظيم.
  وفي تقديم المفعول على الفاعل عند أهل البيان ما لا يخفى.
[الحديث الرابع عن سلمة بن كهيل]
  [٥٩] (أحمد، حدثنا أبو النضر، قال حدتنا عكرمة، قال حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، قال أخبرني أبي - يعني سلمة بن الأكوع -، أن نبي الله ÷ أرسلنب إلى علي #، فقال «لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله، أو يحبه
(١) روي أنه ÷ صلَّى على قتلى أُحُد وقال: «أنا شهيد على هؤلاء» فقال أبو بكر: ألسنا إخوانهم أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا، قال: «بلى، ولكن هؤلاء لم يأكلون في أجورهم شيئاً، ولا أدري ما تحدثوا بعدي» انتهى.
وفي رواية غيره - ما معناه - أنه قال: أوَ نبقى بعدك، أو نحو ذلك، كلمة فيها تحسر. انتهى.
الحديث: أخرجه الواقدي، ورواه ابن هبة الله المدايني عن أبي النضر، وفيه جواباً على أبي بكر، فقال رسول الله ÷ «بلى، ولكن هؤلاء لا يأكلون في أجورهم شيئاً، ولا أدري ما تحدثون بعدي»، فبكى أبو بكر ثم بكى، وقال: إنا لكائنون بعدك. انتهى.
وحكاه أعني الحديث ابن الأثير في تاريخه، تمت.
ورواه الحاكم الجشمي في السفينة، ولفظه: عن عبد الأعلى: أن النبي ÷ وقف على شهداء أحد، فقال: «هؤلاء أصحابي الذين أشهد لهم يوم القيامة»، فقال أبو بكر: فما نحن بأصحابك، قال: «بلى، ولكن لا أدري كيف تكونون بعدي، إنهم خرجوا من الدنيا خماصاً. انتهى.