الباب الرابع: في حديث الراية
  إذا الحروب أقبلت تلهب
  فقال علي بن أبي طالب:
  أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره
  أوفيكم بالصاع كيل السندره
  ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه.
  [٦٠] أحمد، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن، عن أبي حازم أخبرني سهل، عن سعد أن رسول الله ÷ قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال: فبات الناس يدكون ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فقال: «أين علي بن أبي طالب؟» فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه.
  قال: «فأرسلوا إليه» فأُتي به فبصق رسول الله ÷ في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي #: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم».
  [٦١] أحمد، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني الحسين بن واقد، حدثني عبدالله بن أبي بريدة، قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد فخرج ورجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد؛ فقال رسول الله ÷: «إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له» فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً؛ فلما أن أصبح رسول الله ÷ صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مهافهم فدعا علياً وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له، قال بريدة: وأنا ممن تطاول لها.
  [٦٢] أحمد، حدثنا محمد بن جعفر وروح المعنا قالا: حدثنا عوف، عن ميمون بن عبدالله، قال روح الكردي: عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي قال: لما نزل رسول الله ÷