حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الحديث الرابع عن سلمة بن كهيل]

صفحة 301 - الجزء 1

  قلت: الرجل كان أمياً، وقد جاء عنه أحاديث منكرة، ولعل منشأها - إن شاء الله - ممن حدث عنه، وكان مغرقاً في عداوة العدلية.

  وأما إياس بن سلمة: فهو الأسلمي، أبو سلمة، أو أبو بكر، المدني، وثقه ابن معين، وخرج له الجماعة، ومن أئمتنا المؤيد بالله والمرشد بالله.

  وأما سلمة بن الأكوع: فهو سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي، أبو إياس، أو أبو بكر، أو أبو عامر، شهد بيعة الرضوان، وكان يقول: غزوت مع رسول الله ÷ سبع غزوات، وخرجت فيما بعث من البعوث سبع غزوات.

  قال ابن عبد البر: كان شجاعاً رامياً سخياً خيراً فاضلاً، قيل إنه الذي كلمه الذيب، وكان سبب إسلامه، ولما قتل عثمان سكن الربذة إلى قرب موته وعاد إلى المدينة، وقد روى عنه محمد بن إبراهيم، وولده إياس حديث الطير، خرج له الجماعة كلهم، ومن أئمتنا المؤيد بالله والمرشد بالله ومحمد $.

  والحديث: قد أخرجه محمد بن سليمان بهذه السياقة والسند من طريق علي بن أحمد العراقي، عن عبد الله بن رجاء، قال حدثنا عكرمة ... إلى آخره.

  وأخرجه البخاري من طريق عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال: كان علي # تخلف عن النبي ÷ في خيبر وكان رمداً.

  فقال: أتخلف عن رسول الله ÷، فلحق به، فلما بتنا الليلة التي فتحت، قال: لأعطين الراية غداً - أو ليأخذن الراية غداً - رجلاً يحبه الله ورسوله، يفتح عليه، فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه، ففتح عليه. ذكره في المغازي. انتهى.

  قوله في الحديث «أو يحبه الله ... إلى آخره».

  هذا لعله سهو من بعض الرواة، وفي الروايات الثابتة الصحيحة بواو العطف دون ألف التخيير، واستملِ ما في الباب.