[حديث الطير وطرقه ورواته]
  الشيعة، وقد وهم من ظنه ميمون الكردي أبو بصير، فإنه يروي عن أبي عثمان النهدي، وهذا أبو عبدالله يروي عن زيد بن أرقم وعبدالله بن بريدة ولذا صحفه النساخ(١).
  وصواب السند: جعفر بن محمد وروح بن عبادة قالا: حدثنا عوف الأعرابي عن ميمون أبي عبدالله عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه.
  والحديث: أخرجه محمد بن سليمان في المناقب(٢).
  وأخرجه مسلم بزيادة: رجز الوصي(٣).
  وحديث الباب من جميع وجوهه صحيح قد اتفق المحدثون على إخراجه عن جماعة من الصحابة، وفيه دلالة واضحة على طهارة مغيب الوصي، وبها يستدل على عصمته، وأنه أفضل الأمة بعده ÷ لشاهدة رسول الله له بمحبة الله ورسوله دون غيره، والأفضل أولى بمقام رسول الله ÷، قيل وعليه إجامع الصحابة.
  قلت: وهو إجماع الزيدية، وبه قالت الإمامية، وأكثر المرجئة، وكثير من ا لمعتزلة.
[حديث الطير وطرقه ورواته]
  ومما يؤكد أن علياً أفضل المسلمين بعد النبي ÷: حديث الطير روي عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي ÷ طير فقال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء علي فأكل معه؛ أخرجه الترمذي(٤).
(١) قال محقق المسند حمزة أحمد الزين عند ذكره للإسناد: وفيه إشكال لأن ميمون الكردي يكنى أبا بصير، وليس أبا عبد الله، ولم يذكر الكردي في الرواة عن عبد الله بن بريدة، والكردي وثقوه، وأما ميمون أبو عبد الله وهو الذي يقال له ميمون بن أستاذ فقد ضعفوه، ومعنى ذلك، أن روحاً لم يفرق بينهما، وهذا ما قاله النقاد، وفرق بينهما أبو حاتم، ومهما يكن من أمر فالحديث صحيح.
قلت: وقد وفق المصنف ¦ في ما ناقشه من أمر الراوي هذا، وهو يدل على خبرة وتمكن في علم الرجال، لأنه من فرسانه.
(٢) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٥٠٩) رقم (١٠٠٩) ..
(٣) صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها، رقم (١٨٠٧).
(٤) سنن الترمذي (٥/ ٦٣٦) رقم (٣٧٢١).