وحديث أنس قد رواه عنه عدة وافرة من المسلمين؛ بل بلغ حد التواتر إليه.

  وقد أخرجه أبو داود، وكان أنس يرويه مبسوطاً ومختصراً، وقد رواه المحدثون بألفاظ فيها كلها: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك».

  ورواه ابن المغازلي عن أنس بتسع وعشرين طريقاً⁣^(⁣١)، وأخرجه الكنجي في مناقبه وطرقه عن جماعة من الصحابة.

  قال ابن المغازلي: قال أسلم: روى هذا الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن إبراهيم الواسطي، وإسماعيل بن سليمان الأزرق، والزهري، وإسماعيل السدي، وإسحاق بن عبدالله بن طحلة، وثمامة بن عبدالله بن أنس، وسعيد بن رزين، وسعيد بن المسيب، وعبدالملك بن عمير، ومسلم الملائي، وسليمان بن الحجاج الطائفي، وابن أبي رجاء الكوفي أبو الهندي، وإسماعيل بن جعفر، ونعيم بن سالم بن قنبر، وغيرهم.

  والحديث: أخرجه الحاكم عن ستة وثمانين رجلاً كلهم رووه عن أنس، وقال: يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحهما لأن رجاله ثقات.

  أقول: سبحان الله وكم عليك من النعي لهما كأنك تظن أن تركهما لكثير مما في مناقب الوصي لعدم صحته عندهما، ليس لذلك؛ لكنهما وأشباههما معروفون في الإعراض عن آل النبي ÷ مشايعون للقاسطين، وقد صرحا أنهما تركا الكثير من الصحيح على القواعد المقررة.

  وأخرجه رزين في الجمع بين الصحاح، وأخرجه أحمد عن سفينة فيما حكاه المولى إسحاق بن يوسف ولعله في المناقب، وأخرجه المحاملي عن سفينة أيضاً.

(١) مناقب ابن المغازلي الشافعي (١١٧ - ١٢٨) رقم (١٨٩ - ٢١٣).