[الحديث الثامن عن أبي رافع]
  والحديث: أخرجه ابن أبي شيبة(١) عن جابر بن طارق بلفظ: إن علياً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها، وإنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلاً.
  وأخرجه الخوارزمي عن جابر بن عبدالله بلفظ: حمل علي باب خيبر يومئذ فجرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلاً، وذكره في منتخب كنز العمال ونسبه إلى ابن أبي شيبة من حديث جابر بن سمرة، وحسنه.
  وأخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي عن محمد بن بندار قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبدالعزيز بن سلام، قال: حدثنا علي بن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة، عن ليث، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي # قال: حدثنا جابر بن عبدالله، قال: شق على النبي ÷ وأصحابه ما يلقونه من أهل خيبر فقال رسول الله ÷: «لأبعثن بالراية أو باللواء مع رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله - لا أدري بأيتهما بدأ -» قال: فدعا علياً وإنه يومئذ لأرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء أو الراية ومر ففتح الله عليه قبل أن يتتام آخرنا، حتى ألجأهم إلى قصر، قال فجعل المسلمون لا يدرون كيف يأتونهم قال: فنزع علي الباب فوضعه على عاتقه ثم أسنده لهم وصعدوا عليه حتى مروا وفتحها الله؛ قال: ونظروا بعد ذلك إلى الباب فما حمله دون أربعين رجلاً. أهـ(٢).
  فهذه الروايات أتت بصورة الإختلاف ولعل كل من الرواة حدث بما رآه من فعل الوصي # والجمع ممكن بأنه تترس به أولاً ثم لما ألجوا يهودا إلى الحصن أسنده الوصي لهم فظن جابر أنما نزعه في تلك الحال لما لم يره إلا حينئذ وقد صرح أنه لم يتتام الناس إلا وقد فتح الله عليه فما علم اللاحق ما علمه السابق معه #.
(١) مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٥٠٧) كتاب الفضائل، باب مناقب علي.
(٢) أمالي الإمام أبي طالب (٦٧).