حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[بيان النكارة في متون أخبار باب أبي بكر وخوخته]

صفحة 331 - الجزء 1

  لأبي بكر لكن استصفاء مودتي وصحتها لأبي بكر أفضل للإسلام، وهذا لا يقوله حكيم بل لا يقول أحد من أهل الإسلام أن خلة أحد من العالمين أفضل من خلة الله سبحانه، فاعرف ذلك.

  وأما على رواية أبي سعيد: فكأنه قال ÷ لو كنت مصف المودة لأحد مثل الله لأصفيتها لأبي بكر لكني أصفيتها له للإسلام، وهذا إثبات ما نفى امتناعه منه ÷ أولاً، ومثل هذا لا يقوله أحد من العقلاء أهل اللسان فكيف بالحكيم، فليتأمل.

  ومن النكارة أيضاً قوله في الحديث: «فليس أحد آمن على نفسه وماله من أبي بكر» وقد أكثر البكرية الشقشقة بذلك وقد أجاب أبو جعفر الإسكافي وغيره من العلماء ما يغني عن نقله ويضيق به المكان مع أن الله سبحانه يقول: {لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٧}⁣[الحجرات].

  ثم يقال: هل مَنّ بنفسه ليلة الفراش أم كان في الغار حازناً وجلاً والنبي ÷ يقول: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}⁣[التوبة: ٤٠]؟!.

  أم يوم أحد يوم قصدت الكتائب النبي ÷؟!.

  أم يوم الخندق يوم برز عمرو؟!.

  أم يوم حنين يوم فر المسلمون والوصي وحده في وجه القوم تركع رايته مرة وتقوم أخرى، وبنو هاشم محدقون ببغلة النبي ÷؟!.

  وهل سمح بنفسه عند نازلة نزلت برسول الله ÷ فُعِمَ بها كأيام الشعب وغيرها، إلا روايات مزخرفة ودعاوي كاذبة اختصصتم بها دون غيركم؟!.

  وأما البسالة في مواضع الدعة: فقد شاركه غيره، وهذا الكلام ألجئ إليه شيعة القاسطين وإلا فإن له مزايا لا تجهل تغنيه عن الآفكين.

  وأما الإنفاق للمال: ففي أي وجه من نوائب رسول الله ÷، ولو كان لما جاز أن يخفى ولنقل، إلا أنكم رويتم أنه أعتق لله ست رقاب، وقد ذكر الإسكافي أن ثمن تلك الرقاب لا يبلغ مائة درهم أو نحو ذلك منهم: بلال وعامر بن فهيرة.