[الأدلة على أن رسول الله توفي ورأسه في حجر علي (ع)]
  وأخرج ابن سعد أيضاً نحو ذلك من رواية علي #(١).
  ومن كلامه - كرم الله وجهه - في النهج: (فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون).
  قال ابن أبي الحديد في شرحه: اعلم أن الأخبار مختلفة في هذا المعنى فقد روى كثير من المحدثين عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله ÷ بين سحري ونحري، وروى كثير منهم هذا اللفظ عن علي # أنه قال عن نفسه وقال في رواية أخرى: (ففاضت نفسه في يدي فأمررتها على وجهي).
  ثم قال: قد وقع الإتفاق على أنه ÷ مات وهو حاضر لموته، وهو الذي كان يقلبه بعد موته، وهو الذي كان يعلله ليالي مرضه.
  وأخرج محمد بن سليمان، قال: حدثنا أحمد السري، قال: حدثنا حماد عن نصر بن عبيد، عن عبدالرزاق بن همام، عن معمر، عن الزهري، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم صفين وثب علي بن أبي طالب ~ فضرب بيده على عمود فسطاطه ثم نادى: (يا أصحاب محمد وأصحابي، فادنوا مني، ما سمعت بأعجب من هذا معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي وأبو الأعور السلمي يحرضون على قتال علي بن أبي طالب يزعمون أنهم يطلبون بذلك مرضاة الله ما أصبح أعدى لله منهم ولا أطوع مني، ما رددت على الله كلمة قط ولا خالفت النبي في شيء، أفديه في المواطن كلها بنفسي، وجليت الكرب العظيمة عن وجه رسول الله ÷ نجدة أعطانيها ربي، ولقد مرض رسول الله ÷ بين جوانحي والملائكة تقلبه معي، ولقد سالت نفس رسول الله ÷ في كفي فمسحت بها وجهي) أهـ(٢).
(١) انظر طبقات ابن سعد (٢/ ٢٦٣، ٢٦٢).
(٢) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٥٥٦) رقم (١٠٦٩).