حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الأدلة على بغض عائشة وعبد الله وعروة ابني الزبير لأمير المؤمنين (ع)]

صفحة 337 - الجزء 1

  ثم إن تلك الأحقاد لم تزدد إلا قوة حتى أن خواصها أبعد الناس من الوصي وهي أقرب إلى أعداء آل النبي منهم، ألا ترى أن مسروقاً لما جاء عائشة بشهود أرباع أهل الكوفة من كل ربع سبعين على أن علياً قتل الخوارج الذين هم على نعت النبي ÷ فقالت: ما كنت أشتهي أن يلي قتلهم علي # وغير ذلك.

  وما روي من التوبة: فإنما ندمها على الخروج إلى البصرة وكان ما كان ولم تبلغ مرادها، ثم ما تعقبه من ذم العلماء لها.

  فأما التوبة عن معاداة علي # والبغي عليه: فلم يروها على هذا الوجه أحد، ولو كان لنقل، وكان الواجب عليها أن ترضيه، وتطلبه الرضى عنها والإستغفار، وأن تعترف بذنبها إليه، بل كان يظهر منها كلمات تدل على دفن شيء عظيم بين جنبيها لعلي # ظهر شيء منه يوم موت الحسن، وقد كان يدركها رأي النساء فلا ترعوي عند عروض غرض لها.

  ألا ترى كيف أقدمت على الكذب بين يدي رسول الله ÷ وزعمت أنها وجدت منه ريح معافير لما شرب عسلاً عند بعض نسائه غيرة وإحراماً لرسول الله ÷ أن يشرب ما يحبه.

  أخرجه البخاري من حديثها، والبزار بسند صحيح من حديث ابن عباس.

  وقولها: ما نزل فينا شيء من القرآن إلا عذري وآية التظاهر في التحريم نزلت فيها وأحد ضراتها، أخرجهما البخاري.

  وما روى الهادي في الأحكام، وأبو العباس في المصابيح: أنها قالت لأسماء بنت النعمان لما زفت إلى النبي ÷: إذا أردت أن تحضي عند رسول الله فإذا مد يده إليك فقولي: أعوذ بالله منك، ففعلت ما أمرتها، فصرف وجهه عنها وقال: «أَمِنَ عائذُ الله، إلحقي بأهلك» ثم خرج وأمر أبا أسيد أن يلحقها بقومها ويمتعها بثوبين كتان فذكر أنها ماتت كمداً رحمها الله⁣(⁣١).


(١) وفي السيرة الحلبية: وفي كلام بعضهم: أن نساء النبي ÷ خفن أن تغلبهن عليه لجمالها، فقلن لها: إنه ÷ يعجبه إذا دنى منك أن تقولي: أعوذ بالله منك، وفي =