حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الخبر الثاني]

صفحة 345 - الجزء 1

  وكيف يعتري الشك أنه أفضل الصحابة، وكم من آية يمرون عليها وهم عنها معرضون، ويتلونها وهم عنها عمون، وما يعقلها إلا العالمون.

  وقال الإمام المنصور بالله بن بدر الدين: فإذا كان علي # نفس الرسول أو جارياً مجرى نفسه ÷ فهو الإمام والخليفة بعده إذ لا أحد منهم أعطي هذا الحظ، فلا أحد أفضل منه قطعاً لهذا ولأمثاله.

  وأما استدلال معلم الاثنا عشرية محمود بن الحسن الحمصي بهذا الخبر على أفضلية الوصي على سائر الأنبياء لأنه نفس الرسول، والرسول أفضل الأنبياء بالإتفاق فلا يتم له، لأن أفضلية الوصي مقيدة بلا نبي بعدي إلا أنك لست نبي، وبالإجماع أن علياً ليس بنبي.

[الخبر الثاني]

  [٧٠] (أحمد، حدثنا عفان، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبدالرحمن الأزرق، عن علي # قال: دخل رسول الله ÷ وأنا نائم على المنامة ثم قال - يعني لفاطمة -: «إني وإياك وهذين - يعني الحسنين - وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة»⁣(⁣١).

  الحاشية: معاذ بن معاذ: هو التميمي العنبري، أبو المثنى البصري، بايع النفس الزكية ثم خرج مع إبراهيم بن عبدالله، قال أحمد: إليه النهاية في التثبت بالبصرة، وقال القطان: ما بالبصرة والكوفة والحجاز أثبت منه، خرج له الجماعة، ومن أئمتنا السيدان أبي طالب والمؤيد بالله ومحمد $.

  وأما قيس بن الربيع: فهو الأسدي، أبو محمد الكوفي، الزيدي الثبت، قال يعقوب: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وهو رديء الحفظ ضعيف، وقال شعبة: ألا ترى إلى يحيى بن سعيد


(١) مسند أحمد (١/ ١٦٣) رقم (٧٩٤) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق أحمد شاكر (١/ ٥١٠) رقم (٧٩٢) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده صحيح.