[طريق ثان عن أم سلمة]
  وبنحوه أخرج الدولابي من حديث أم سلمة أو مثله(١).
  وفي الباب من حديث واثلة بن الأسقع: «اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم – يعني علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً -» أخرجه الطبراني في الكبير(٢).
  ومما جاء في تخصيص الآل بالأربعة حديث عبدالله بن جعفر، قال: لما نظر رسول الله ÷ إلى الرحمة هابطة قال: «ادعوا آلي» فقالت حبيبة(٣): من يا رسول الله؟ قال: «أهل بيتي: علي وفاطمة والحسن والحسين» فلما جاؤا إليه ÷ ألقى عليهم كساء ثم رفع يديه فقال: «اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد» وأنزل الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]» أخرجه الحاكم(٤)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه –يعني بهذا اللفظ والله أعلم -.
  واعلم أن هذه الروايات قد دلت أن آل النبي ÷ هم الأربعة دون غيرهم بدليل الإشارة، وتعريف المسند إليه عند أهل البيان يدل على تمييزهم على غيرهم بذلك أكمل تمييز، وقد مر نحو ذلك فكل الروايات المطلقة بلفظ الآل هم المعنيون بها دون غيرهم، ولحوق ذريتهم بهم بدليل آخر نحو: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الطور: ٢١]، ونحو ذلك يذكر في موضعه.
  والمصير إلى تفسير النبي ÷ هو المقدم كما هو المعروف في أصول الفقه، وآل النبي وأهل البيت عام وخاص الخاص.
  وهذا التقسيم يحل إشكالات كثيرة فخاص الخاص الخمسة عداداً ونحوهم توجه الفضائل العظيمة كآية التطهير والعصمة والدعاء بالصلاة والمودة.
(١) الدولابي في الذرية الطاهرة (١/ ١٠٨) رقم (٢٠٢).
(٢) المعجم الكبير للطبراني (٢٢/ ٩٥) رقم (٢٣٠)، في مسند واثلة بن الأسقع.
(٣) الذي في المستدرك فقالت صفية.
(٤) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٥٩) رقم (٤٧٠٩).