الباب السادس: فيما جاء في الخمسة كرم الله وجوههم في الجنة
  رسول الله ÷؟ قلت: بلى؛ قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي # قالت: توجه إلى رسول الله ÷ فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله ومعه علي وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية: «{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق».
  [٧٨] أحمد، حدثنا محمد بن جعفر وعبدالوهاب بن عطاء، عن عوف، عن أبي المعدل عطية الطوافي، عن أبيه، عن أم سلمة، حدثته قالت: بينما رسول الله ÷ في بيتي يوماً إذ قالت الخادم إن علياً وفاطمة بالسدة قالت فقال لي: «قومي فتنحي لي عن أهل بيتي» قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريباً.
  فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران؛ فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما قالت: واعتنق علياً بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فقبل فاطمة وقبل علياً فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال: «اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي» قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله؛ فقال: «وأنت».
  [٧٩] أحمد، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا عبدالحميد - يعني ابن بهرام -، قال: حدثني شهر بن حوشب، قال: سمعت أم سلمة زوج النبي ÷ حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وذلوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله ÷ جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها: «أين ابن عمك؟» قالت: هو في البيت؛ قال: «فاذهبي فادعيه وائتيني بابنيه» قالت فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، وعلي يمشي إثرهما حتى دخلوا على رسول الله ÷، فأجلسهما في حجره وجلس علي عن يمينه، وجلست فاطمة عن يساره.