[تنويع لفظة آل وأهل في الإطلاق]
  قال الرازي في مفاتيح الغيب: وآل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله ÷ أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أن يكونوا هم الآل.
  وينبغي أن ينقل هنا خطبة لأمير المؤمنين نقلها ابن أبي الحديد من بعض الكتب –وليس بمتهم - مغنية عن بكامة الفقير في هذا المقام.
  منها: (إن قريشاً طلبت السعادة فشقيت، وطلبت النجاة فهلكت، وطلبت الهدى فضلت، ألم يسمعوا ويحهم قوله تعالى {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الطور: ٢١]، فأين المعدل والمفزع عن ذرية رسول الله ÷، الذين شيد الله بنيانهم فوق بنيانهم، وأعلى رؤوسهم فوق رؤوسهم، واختارهم عليهم، ألا إن الذرية أفنان أنا شجرتها، ودوحة أنا ساقها، وإني من أحمد بمنزلة الصنو من الصنو، كنا ظلالاً تحت العرش قبل خلق البشر، وقبل خلق الطينة التي كان منها البشر، أشباحاً عالية لا أجساماً نامية، وإن أمرنا صعب مستصعب لا يعرف كنهه إلا ثلاثة: ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان؛ فإذا انكشف لكم سر، أو وضح لكم أمر فاقبلوه، وإلا فاسكتوا تسلموا، وردوا علمنا إلى الله فإنكم في أوسع مما بين السماء والأرض) أهـ.
  ذكر ذلك عند قوله في النهج: (إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة، وأحلام رزينة، أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها، وتذهب بأحلام قومها). أهـ.