[خبر «أنا حرب لمن حاربتم» وشواهده، وتصحيحه]
  معنى الحديث بالشواهد الصحيحة المشهورة عند الفريقين، وقد قال أحمد وهو إمامهم: تليد شيعي لم نر به بأساً.
  وخرج له: الترمذي، ومن أئمتنا أبو طالب ومحمد وغيرهما.
  وأما أبو حازم الراوي عن أبي هريرة: فهو سلمان بن دينار الكوفي، العلوي الرأي، وثقه أحمد وابن معين، وأخرج له الجماعة، ومن أئمتنا الخمسة إلا المؤيد بالله.
  والحديث: أخرجه الطبراني(١)، والثعلبي، والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، وقال: هذا حديث حسن من حديث أبي عبدالله أحمد بن حنبل، عن تليد بن سليمان فإني لم أجد له رواية غيرها وله شاهد عن زيد(٢) بن أرقم، عن النبي ÷ أنه قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»(٣).
  قلت: الحديث في أصله صحيح وشواهده المعنوية أكثر من أن تحصى.
  وقد أخرج حديث زيد محمد بن سليمان عن أبي أحمد، قال: حدثني علي بن عبدالله الدقاق، حدثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان، قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم أن النبي ÷ قال لعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم»(٤).
  وأخرجه الحاكم الحسكاني بسنده إلى أبي سعيد بلفظ: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»، وروى الحديث في الجامع الكافي والغساني في معجمه.
(١) المعجم الكبير للطبراني (٣/ ٤٠) رقم (٢٦٢١).
(٢) حديث زيد بن أرقم أخرجه ابن ديزيل عن يحيى بن سليمان، عن يعلى بن عبدالله الحنفي، عن إسماعيل السدي، عن زيد، ولفظه: «اللهم إني أحبهم فأحبهم، اللهم إني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم» قال ذلك ثلاث مرات. تمت منه.
(٣) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٦١) رقم (٤٧١٣).
(٤) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ١٦٩) رقم (٦٤٨).