حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[دلالة الخبر على العصمة]

صفحة 371 - الجزء 1

  وفي الباب من حديث أبي بكر: رأيت رسول الله ÷ خيم خيمة وهو متكئ على فرس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: «يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد، طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد، رديء الولادة» فقال رجل: يا زيد أنت سمعته منه فقال: إي ورب الكعبة.

  أخرجه الخوارزمي، وقوله: سمعته منه؟ يعني من أبي بكر، وزيد هو ابن يثيع، وأخرجه أيضاً أبو سعيد السمان في كتاب الموافقة.

  وفي الحديث دلالة على أن من سالم أهل البيت أنه سلم لرسول الله ÷ ومن حاربهم أنه حرب لرسول الله ÷ ومن هو حرب لرسول الله فهو حرب لله تعالى.

[دلالة الخبر على العصمة]

  وقد استدل الإمام عيسى بن زيد على عصمتهم بهذا الحديث.

  ووجهه أن رسول الله ÷ لا يحارب ويعادي إلا كافر جحود أو نعمة، ولا يوالي إلا مؤمن للعصمة وقد حكم رسول الله ÷ أن حكمه حكمهم في الحرب والسلم، فحينئذ ثبت أنهم لا يسالموا ويوالوا إلا المؤمن الحق، ولا يحاربوا ويعادوا إلا الكافر، فثبت لهم العصمة بذلك، والله أعلم، والأدلة على عصمتهم À طافحة.