حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الرد على الذهبي في تضعيف خبر السفرجلة وتحقيق مولد الزهراء &]

صفحة 377 - الجزء 1

  وأخرجه الديلمي والطبراني والحاكم في المستدرك وأبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر⁣(⁣١)، وصححه الشيخ المحدث أحمد بن سليمان الأوزري، والشيخ الحافظ محمد بن عبدالعزيز الحبشي.

[الرد على الذهبي في تضعيف خبر السفرجلة وتحقيق مولد الزهراء &]

  ومما جاء في فضلها صلى الله عليها: ما رواه سعد بن أبي وقاص مرفوعاً: «أتاني جبريل بسفرجلة من الجنة ليلة أسري بي فأكلتها فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت فاطمة» قال الحاكم: حديث غريب، وشهاب مجهول وباقي رواته ثقات، وقال الذهبي: هذا كذب جلي، وهو من وضع مسلم بن الصفار، لأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلاً عن الإسراء، وقال ابن حجر الوضع عليه ظاهر فإن فاطمة ولدت قبل ليلة الإسراء بالإجماع.

  قلت: شهاب لم أجد له ترجمة وهو شهاب بن حرب يروي عن الزهري وعنه داود الحزيبي لكن الحديث له شواهد.

  وأما رمي الذهبي لمسلم بالوضع: فهو من الطفر المذموم، فإنه لم يأتِ في من تكلم عليه بما يفيد الجرح، وأكثر ما قيل متروك، وهذا من الجرح المجمل، ولم يترك فقد روى له بعض أهل الحديث ووثقه الحاكم؛ ثم إن الذهبي علل جرحه لمسلم بأن فاطمة ولدت قبل النبوة يعني قبل الأذن للنبي ÷ بالتبليغ، وهذا من الجهل المفرط والعلم المسروق، وإلا فإن أبا عمرو في الإستيعاب ذكر أن فاطمة أصغر بنات النبي ÷ بالتواتر⁣(⁣٢).


(١) الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي (٣/ ١٤٥) رقم (٤٣٨٩)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (٣/ ١٦٧) رقم (٤٧٣٠)، والمعجم الكبير للطبراني (١/ ١٠٨) رقم (١٨٢)، تاريخ دمشق لابن عساكر (٣/ ١٥٦).

(٢) انظر الإستيعاب لابن عبد البر (٤/ ٣٧٣).