حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الرد على الذهبي في تضعيف خبر السفرجلة وتحقيق مولد الزهراء &]

صفحة 378 - الجزء 1

  ثم ذكر محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة أحد وأربعين من مولد النبي ÷(⁣١).

  ويحققه ما روى الإمام أبو طالب بسنده إلى باقر العلم أنها توفيت ولها ثلاث وعشرون سنة.

  وذكر الواقدي: أنها توفيت سنة أحد عشرة، ومثله ذكر أبو عمرو وقال: في شهر رمضان.

  وأما دعوى ابن حجر الإجماع: فهو من الكذب الصراح، فمن هؤلاء المجمعين؟، ولعلهم النواصب وشيعتهم، والأحاديث في هذا الباب قد جاءت من وجوه لا يمكن حمل رواتها على تواطئ الكذب، بل أخرج ابن عساكر من رواية أم سليم نحو هذا وأورد السيوطي رجاله ساكتاً عنهم.

  ودعواهم أنها ولدت قبل الإسراء: فالإسراء وقع مرتين كما أشار إليه الهادي # في الأحكام، وهو الذي يظهر من الفرق بين مذهب الناصرية والهدوية في وقت مشروعية الأذان.

  وقال الحسين بن أحمد الحيمي | في شرحه: إن الإسراء وقع مرتين قال: كما صرحت به كتب السير النبوية وصححه كثير من العلماء، إلا أن الذهبي وابن حجر وغيرهما من أهل نحلتهما يرتكبا بمن يخالف قواعدهم المقررة أمراً شنيعاً كأنهم أرسلوا حفاظاً على رسول الله ÷، أو كأنهم الخزنة والأبواب، بل أولئك آل رسول الله ÷.

  قال أمير المؤمنين: (نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير بابها سمي سارقاً).

  وقال النبي ÷ فيما رواه الحسن البصري: «اللهم اجعل العلم في عقبي وعقب عقبي وزرعي وزرع زرعي» أو كما قال، والأحاديث كلها ممكن حملها على أحسن محمل، وذلك أنه قد ثبت أن رسول الله ÷ كان مقروناً بالملائكة من


(١) ذكر هذه الرواية ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣/ ١٥٧)، وابن عبد البر في الإستيعاب (٤/ ٣٧٣) بهامش الإصابة.