حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[خبر السفرجلة ومخرجوه]

صفحة 379 - الجزء 1

  صغره وأنه كان يعبد الله هو ووصيه قبل الناس بسبع سنين لا ترفع شهادة التوحيد والرسالة إلا منهما وذلك قبل الإذن بالتبليغ.

  فما روي من أكله للسفرجلة فهو جائز أن يكون في تلك المدة، وهذا تنزل مع القوم وقطع لمادة الخلاف.

  وأما الأصول التي مهدها سراق العلم فهي مباينة للقرآن:

  من ذلك: ما أخرجه البخاري وغيره أن الملك جاءه في حراء قال: اقرأ قال: ما أنا بقارئ فغطني حتى بلغ مني الجهد ثلاثاً والله يقول: {طه ١ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى ٢}⁣[طه]، فالله أصدق أم غيره؟ سبحانه وتعالى.

  ثم في ذلك الحديث أنه قال: لقد خشيت على نفسي ... إلى آخره، وكيف أجسرتهم أنفسهم أنه يصح من النبي الشك في كلام رب العالمين، بواسطة رسوله جبريل الأمين، وهذا غير ممكن كما ذلك معلوم.

  ثم أنهم رووا ذلك من حديث عائشة وهي لم تشهد ذلك الزمن وإنما وجدت بعد الإذن للنبي ÷ بالتبليغ بخمس سنين فكم لهم من الخبط مما يخالف ما أودعه النبي ÷ من العلم وأوزعهم إياه لطفاً لهم من الله وتشريفاً وتكريماً، فله الحمد والمنة على ذلك.

[خبر السفرجلة ومخرجوه]

  وحديث السفرجلة: أخرجه الخطيب من حديث عائشة⁣(⁣١)، وأعلّه بجهالة محمد بن الخليل البلخي، ورماه ابن الجوزي في روايته هذه بالكذب، وكذا الذهبي.


(١) تاريخ بغداد (٥/ ٨٧) رقم (٢٤٨١) ولفظه: عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله مالك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك في فِيها كله، كأنك تريد أن تلعقها عسلاً، قال «نعم، يا عائشة إني لما أسرى بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة وهي حوراء أنسية، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها».