حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[خبر السفرجلة ومخرجوه]

صفحة 380 - الجزء 1

  قلت: الرجل من رجال المرشد بالله، وقد أحسن الثناء عليهم الوليدي وخرج حديثه هذا الطبراني والفضل بن خيرون والملاي وغيرهم ومثل هؤلاء لا يجتمعوا على حديث موضوع.

  وقد أخرجه من حديثها محمد بن سليمان، عن أبي أحمد، قال: حدثني محمد بن إسحاق اللآدمي قال: حدثنا عثمان بن عبدالرحمن، قال: حدثتني أمي عن الغالية، وعن معاذة، وعن نهيمة، عن عائشة⁣(⁣١).

  وقد أخرجه الخطيب بطريق آخر، فطاش منها ابن الجوزي، وأعله بعبدالعزيز بن عبدالله الهاشمي، ولم يأت في رميه بوجه يثبت إلا رميه بالكذب مجازفة.

  وأخرجه من حديث عائشة أبو طالب بن غيلان في فوائد تخريج الدارقطني، فتحامل ابن الجوزي على هذا الحديث وعده من موضوعات أحمد بن الأحجم المروي أحد رجال السند ولم نجد أحداً تكلم عليه غيره، وابن الجوزي من كبار النواصب وقد رد عليه أهل نحلته أكثر تخبطاته وشواهد الحديث ترفعه عن الوضع.

  وأخرجه ابن حبان برواية أخرى من حديث عائشة، وأعل بعبدالله بن واقد أبي قتادة.

  قلت: أغاض المبغضون للآل هذه الرواية، وإلا فإن أبا قتادة وثقه أحمد وابن معين وخرج له الشريف علي بن الحسين في المحيط، ثم رواه الطبراني عن عبدالله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي، عن أبي قتادة؛ فلم يتمالك الذهبي أن بهت الرهاوي به والرجل من رجال المرشد بالله.

  وأخرجه ابن حبان أيضاً من حديث ابن عباس، وأعلوه بعبدالله بن الحسين الإيوازي، ورموه بالكذب لما خالف مقرراتهم التي هي منهارة الأركان.

  وحديث ابن عباس بطوله رواه المنصور بالله في أنوار اليقين وقد جاء من حديث عمر: «لما أن مات ولدي من خديجة أوحى الله إلي: أن أمسك عن خديجة وكنت لها عاشقاً، فسألت الله أن يجمع بيني وبينها فأتاني بها جبريل في شهر رمضان ليلة أربع وعشرين، ومعه طبق من تمر الجنة،


(١) مناقب محمد بن سليمان الكوفي (٢/ ٢٠٦) رقم (٦٧٧).