الباب السابع: فيما جاء في سيدة النساء وسبطيها صلى الله عليهم
  قالت: يا أمه أعطيني ثيابي الجدد فأعطيتها، فلبستها، ثم قالت: يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت، واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها، ثم قالت: يا أمه إني مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفني أحد فقبضت مكانها؛ قالت: فجاء علي فأخبرته.
  قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر الروكاني، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق فذكر نحوه مثله.
  [٨٥] أحمد، حدثنا حماد الخياط، حدثنا هشام بن سعد، عن نعيم بن عبدالله المحمر، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله ÷ إلى سوق بني قينقاع متكئاً على يدي فطاف فيها ثم رجع فاحتبى في المسجد وقال: «أين لكاع ادعوا لي لكاعاً» فجاء الحسن فاشتد حتى وثب في حبوته فأدخل فمه في فمه ثم قال: «اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه - ثلاثاً -» قال أبو هريرة: ما رأيت الحسن إلا فاضت عيني أو دمعت أو بكت - شك الخياط -.
  [٨٦] أحمد، حدثنا عفان، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن: أخبرني أبو بكرة أن رسول الله ÷ كان يصلي فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه فيرفع رسول الله ÷ رفعاً رفيقاً لئلا يضره» قال: فعل ذلك غير مرة، فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله صنعت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته؛ قال: «إنه ريحانتي من الدنيا وإن ابني هذا سيد، وعسى الله تبارك وتعالى يصلح به بين فئتين من المسلمين».
  [٨٧] أحمد، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبدالله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن علي يخطب بعدما قتل علي # إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: لقد رأيت رسول الله ÷ واضعه في حبوته يقول: «من أحبني فليحبه، فليبلغ الشاهد الغائب» ولولا عزمت رسول الله ÷ ما حدثتكم.