[محبة الحسنين من محبة رسول الله وبغضهما من بغضه]
  وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث سلمان بلفظ: «الحسن والحسين ابناي فمن أحبهما ... إلى آخره»(١).
  قلت: فمن منعهما ميراثهما من رسول الله ÷ ومقامه، وشتمهما، وسم الحسن، ومنع أن يقبر مع أبيه، ومن جرع الحسين الغصص وكاده وخوفه، ثم من حاصره، ثم قتله، أتراهم يحبهم الله ورسوله أم يبغضهم الله ورسوله ÷؟
  لكن القوم لما رأوها أعني الأحاديث صادقة في أئمتهم عطلوها عن معانيها وتأولوها بتآويل ساذجة، بينهم وبين صاحبها ÷ يوم القيامة.
  وقد أخرج نحو حديث الباب: ابن عساكر من حديث ابن عباس(٢).
  [٩٦] (أحمد، أخبرنا حجاج - يعني ابن دينار -، عن جعفر بن إياس، عن عبدالرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة: خرج علينا رسول الله ÷ ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول الله إنك تحبهما؟ فقال «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني»(٣).
  الحاشية: الحجاج بن دينار: هو الواسطي أحد رجال الزيدية الأثبات، ووثقه ابن المبارك ويعقوب بن أبي شيبة والعجلي والترمذي، وخرج له الأربعة إلا النسائي، ومن أئمتنا المؤيد بالله والمرشد.
(١) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٨١) رقم (٤٧٧٦).
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر (١٤/ ١٣٢).
(٣) مسند أحمد (٣/ ١٨٣) رقم (٩٣٨١) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق حمزة أحمد الزين (٩/ ٢٧٨) رقم (٩٦٣٦) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده حسن.