حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[عائشة يوم موت الحسن (ع)]

صفحة 411 - الجزء 1

  وأنه شريك في فعل يزيد وبني أمية من بعده، وأنه لا يقال: غلب عدله على ظلمه بل كل فعله وتصرفه ظلم، وأنه لا يتصور أن يكون في الدنيا إلى يوم القيامة من هو أظلم منه إذ هو محارب لله ولرسوله وأهل بيته، قد ضرب بسيفه المهاجرين والأنصار من بقية صحابة رسول الله ÷، وأنه لا ينفعه إسلامه إذ ذاك الواقع ردة إلى ما انضاف إلى ذلك من سائر الأفعال من قتل حجر بن عدي، واستلحاقه زياداً، وبيعة يزيد، وبيع الأصنام وما ذكر في هذا الخبر فما جعله الذهبي ظلماً ولم يلتفت الذهبي إلى غيره، والذهبي شامي.

  قلت: التعصب من القاسطين وشيعتهم على أهل البيت قديم وهو داء لا دواء له إلا أن يقطع الله قلوبهم بالنار، ألا ترى أن في هذا الحديث أن عمرو بن الأسود الصحابي عندهم كان مع المقدام فلما قال معاوية ما قال، قال عمرو: جمرة طفئت⁣(⁣١)، جعل موت ابن رسول الله ÷ وحبه جمرة على زعمه طفئت عن الإسلام، وعمرو هذا أسدي أثبت صحبته الذهبي وعلى هذا فهو عندهم معصوم في روايته مبجل محترم.

  وما قاله فيمن قال فيه أبيه رسول الله ÷: «من أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني –في الرواية الأخرى - فقد أبغض الله» غير مؤاخذ به بل هو مجتهد عندهم، ولو تكلم بهذا في أحد أولاد طغاتهم لقالوا مريد دجال.

  وهذا استطراد لتنبيه أن هؤلاء المحدثين كفتنة بني إسرائيل بالعجل بل أعظم فإن بني إسرائيل قد تابوا وأقروا على أنفسهم بالظلم وهؤلاء ماتوا مصرين على ذلك.


(١) رواه أبو داوود في سننه (٤/ ٦٨) رقم (٤١٣١)، وقال الألباني: حديث صحيح.