حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[عائشة يوم موت الحسن (ع)]

صفحة 412 - الجزء 1

  [١٠٤] (أحمد، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامري أنه جاء حسن وحسين يستبقان إلى رسول الله ÷ فضمهما إليه وقال: «إن الولد مبخلة مجبنة»⁣(⁣١).

  الحاشية: الحديث أخرجه ابن أبي شيبة، والرامهرمزي في الأمثال، وأخرجه الذهبي في النبلاء بلفظ: جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول الله ÷ فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده في رقبته ثم ضمه إلى إبطه ثم قبل هذا ثم قبل هذا ثم قال: «إني أحبهما فأحبهما» ثم قال: «أيها الناس إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة».

  اعلم أن هذه الأحاديث وما في معناها مما لم ننقله لضيق المكان دالة على فضل عظيم، وأنهما خلقا من نطفة أفضل الأنبياء وخير الأوصياء، ومن الطاهرة الرضية فاطمة الزهراء، وحرم نكاح أمهم على غير أبيهم قبله وبعده بخلاف العالمين، وكان المزوج لها من أمير المؤمنين الله رب العالمين، والشهود هم الملائكة المقربون، والنثار من شجرة طوبى التقطنه الحور العين.

  بل في هذه الأخبار ما يقضي لأهل الكساء بنهاية الفضل والزلف، وسامي العلو والشرف، وأنهم خيموا من العز في ساميات الغرف، إذ شرفهم يتردد من الملك إلى الملك، إلى الرسول إلى الوصي إلى خير النساء، ولله القائل:

  لم يبلغوا مدح النبي وآله ... قوم إذا ما بالمدائح فاهو

  رجل يقول إذا تحدث قال لي ... جبريل أرسلني إليك الله

  وهل يعلم لأحد من قريش أو غيرهم أنه من شفقة رسول الله وحنوه ومحبته ما مرة يرتحله صلى الله عليه وشرفه وكرمه، وأخرى يبكي وينتحب ويدعو ويجأر، وأخرى يخطب وينوه


(١) مسند أحمد (٥/ ١٨٢) رقم (١٧١١٢) [طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان، الطبعة الثالثة سنة ١٩٩٤ م، ١٤١٥ هـ] وفي الطبعة الأخرى بتحقيق حمزة أحمد الزين (١٣/ ٤١٧) رقم (١٧٤٩٢) [طبعة دار الحديث، القاهرة مصر الطبعة الأولى/١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م] وقال المحقق: إسناده حسن.