حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[عائشة يوم موت الحسن (ع)]

صفحة 413 - الجزء 1

  ويحرض ويوصي بهم ويؤكد، ثم يتوعد ويتهدد بالخزي العظيم والخلود في دار الجحيم لظالمهم، كل ذلك بالروايات الصحيحة جاء في فضلهم وفي الوعيد لأعدائهم.

  وقد تمادى كثير من الضلاّل القاسطين وشيعتهم في إنكار بعض فضائلهم وانتساب السبطين إلى ولادة رسول الله ÷ حسداً وظلماً وردوا على الله وعلى رسوله ما ظهر وانتشر من ذلك مثل آية المباهلة في الأبناء.

  وما تواتر من الأخبار بلفظ الأبناء والأولاد وليست البنوة في الشرع لمن حصل الولد من نطفته فقط بل لمن قضى الله ببنوته، وإذا كان الله هو الحاكم بذلك في أولاد الرسول فلا معنى لما يقوله ويظنه الجهول.

  هذا والله سبحانه قد جعل في القرآن العظيم عيسى بن مريم البتول من ذرية نوح الرسول À، فأين يتاه بهؤلاء الضلال عن هذه الدلائل؟ بل قد عرفوا لكنهم لما علموا أن كل مجد ليس إلا بالقرب من الرسول ألصقوا به البعد إسرافاً، وحرموه الأقرباء ظلماً وحسداً.

  ومع ما شرفهم به الرسول وميزهم به فخصال الكمال فيهم متكاملة وزهدهم أكثر وورعهم أجل وأكثر وحلمهم أثقل وعلمهم أغزر.

  انظر إلى ما بين من قال: سلوني قبل أن تفقدوني، ومن هو الأذن الواعية، وبين من روى الذهبي - وهو غير متهم عليه - عن حامد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين أن أبا بكر توفي ولم يختم القرآن.

  ونقل أيضاً الإمام محمد بن عبدالله الوزير الإتفاق أن عمر قُتِل ولم يختم القرآن كذلك وهو –أي عمر - القائل: ردوا الجهالات إلى السنة، - يعني فتواه الجهالات وفتوى علي # السنة - وقضايا كثيرة؛ حتى قال غير مرة: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن.

  ثم كم بين من كان يأكل الجشب ويستأدم الملح أو اللبن الحامض المؤذي لجلسائه # ومن لم يرزأ المسلمين في بيت مالهم مثقال ذرة، غايته أن يجعل نفسه وأولاد رسول الله ÷ كأدنى المسلمين في ذلك.