حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[عائشة يوم موت الحسن (ع)]

صفحة 414 - الجزء 1

  وبين من كان يتمول من مال المسلمين بغير ولاية من الله ورسوله؛ ثم عند أن غرغرت نفسه يقول أوصيت أوصيت.

  وكم بين من كان يرتكب الجهالات عند الغضب كالأمر بكشف بيت فاطمة، وإحراق الفجاءة وغير ذلك، ومن درته تَضْرِب، ورجلُه تدوس، ويده تدق الأعناق، ومن يفرق بين ذوي الأرحام لغير ذنب كنصر بن حجاج، وبين من شتم في وجهه ولعن فكظم، وضرب⁣(⁣١) حتى قنع منه فكتم، وكم أعدد من التفاوت.

  فآل الرسول بحكم الله ورسوله أقرب إليه وأولى به وبمقامه، إذ هم طراز الشرف الرفيع، والعترة والأرومة وذروة حصون العز المنيع، وبحار الجود القاذفة بالدرر وسحائب العلوم، الهاطلة على الديم، والمجلية للظلم:

  إليكم كل مكرمة تؤول ... إذا ما قيل جدكم⁣(⁣٢) الرسول

  وقد ثبت أن فضل الثمرة على حسب فضل الشجرة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، فكم بين من طهره الله من الرجس ومن لم يطهره الله.


(١) يعني ضرب عثمان للوصي، رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج (٩/ ١٤) قال: روى الزبير بن بكار أيضاً في كتابه عن رجال أسند بعضهم عن بعض، عن علي بن أبي طالب # قال: أرسل إلي عثمان في الهاجرة فتقنعت بثوبي وأتيته، فدخلت عليه وهو على سريره، وفي يده قضيب، وبين يديه مال دثر، صرتان من ورق وذهب، فقال: دونك خذ من هذا حتى تملأ بطنك فقد أحرقتني، فقلت: وصلتك رحم، إن كان هذا المال ورثته أو أعطاكه معط أو اكتسبته من تجارة كنتُ أحد رجلين: إما آخذ وأشكر، أو أوفر وأجهد، وإن كان من مال الله وفيه حق المسلمين واليتيم وابن السبيل فوالله ما لك أن تعطينيه، ولا لي أن آخذه، فقال: أبيت والله إلا ما أبيت، ثم قام إلي بالقضيب فضربني، والله ما أرد يده حتى قضى حاجته، فتقنعت بثوبي ورجعت إلى منزلي، وقلت: الله بيني وبينك إن كنتُ أمرتك بمعروف أو نهيت عن منكر.

(٢) في الأصل (أبوكم) والمحفوظ ما أثبتناه.