[فوائد حديث الثقلين]
[فوائد حديث الثقلين]
  قلت: وهذا الحديث قاله رسول الله ÷ في مواضع متعددة قاله ÷ في عرفة في حجة الوداع كما أفاده حديث جابر، ويوم خم كما أفاده حديث زيد بن أرقم، وفي مرض وفاته كما أفاده حديث الوصي وأبي سعيد.
  وقوله ÷: «يوشك أن يأتيني رسول ربي» يعني يسرع إلي رسول ربي قال ابن دريد: الوشك السرعة، وقال في القاموس: يوشك الأمر، ككرم: سرع.
  وقوله: «إني مخلف فيكم خليفتين» الحديث يدل على أن ليس لله خليفة في الأرض إلا الكتاب والعترة وأنهما خلفاء الله في أرضه وولاته على خليقته، وأن غيرهما ضال مضل من اتبعه.
  قال الناصر للحق في معنى قول النبي ÷: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»: عندي أن المراد به أن النبي ÷ قال: «إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وهما الخليفتان من بعدي» فجعلهما الإمامين لعباد الله إلى يوم القيامة، أهـ.
  ثم إن النبي ÷ قد حكم وجزم بنفي الضلال عن المتمسك بهما إلى يوم الدين، وأكده بـ (لن) المفيدة لنفي الضلال عنه، وتأبيده كما رواه الزمخشري عن أهل اللغة وغيره، وهو عدل ثبت غير متهم في روايته، وقدح المجبرة لا يثبت فيه.
  يؤيد روايته قوله تعالى {لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا}[الحج: ٧٣]، ولن تفعلوا، ولم يفعلوا قط، وإلا لنقل.
  ثم إنه ÷ لم يستكف بذلك حتى أكد ثانياً اقترانهما وعدم افتراقهم وتأبيد ذلك بـ (هما)، وأكد ذلك بإلى الدالان على تحقيق عدم الافتراق، ثم إنه أردفه بأن الدالة عليه فحقق ÷ اتفاقهما وعدم افتراقهما أولاً بإلا مع ما في ذلك من التنبيه بعظم الشأن وتفخيمه والاهتمام به والحض على الإقبال.
  ثم بأن المؤكدة الدافعة لتوهم غير ذلك، ولما أنها لا تدل منطوقاً على الدوام وإن كان لازماً من توكيدها عقبه ÷ بلن لتفيد دوام تأبيده، وهذا له شأن عظيم عند أهل