حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[ترجمة مطر الوراق ورواياته في الفضائل ومخرجوها وشواهدها]

صفحة 428 - الجزء 1

  وهارون هذا من خيار التابعين، ومن جرحه لم يأت بشيء إلا الطعن عليه لمخالفة المذهب في الرواية وما قد رأينا له رواية منكرة.

  وأما قول الدارقطني إنه يتلون خارجي وشيعي.

  فاعلم أن الذي عليه خلص الشيعة أن جهاد الظلمة واجب على كل مسلم بشروط دونها العلماء في علوم الكلام والفروع.

[ترجمة مطر الوراق ورواياته في الفضائل ومخرجوها وشواهدها]

  وأما مطر الوراق فهو مطر بن ميمون المحاربي، الإسكافي الزيدي، الثقة العبادة النحرير، أُخبر الدوانيقي أنه رؤي هو وبشير يدخلان على إبراهيم بن عبدالله في السلاح فقال: ما كنت أظن الصوم أبقى منهما ما يحملان به السلاح.

  روى عن أنس حديث: «النظر إلى وجه علي عبادة»، وحديث: «إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي» #، وحديث: كنت عند النبي ÷ فرأى علياً مقبلاً فقال: «يا أنس هذا حجتي على أمتي يوم القيامة».

  وفي رواية أخرى: «يا أنس من هذا؟» قلت: علي بن أبي طالب، فقال: «يا أنس أنا وهذا حجة الله على خلقه».

  وحديث: «علي أخي وابن عمي وصاحبي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي» قال الراوي عنه: عبيدالله بن موسى الشيعي الثبت: أنى لقيت أنساً؟ قال: بالخرابية.

  قال الذهبي: موضوعة باطلة المتهم بها مطر فإن عبيدالله ثقة شيعي.

  قلت: مطر من الثقات الزهاد، والشيعة الخلص، ولم يتفرد بهذه الأحاديث بل قد توبع عليها، وأما الجزم بوضعها فهو الخرق العظيم، والبهتان المبين، وما مستندهم إلا مخالفتها لما تقرر عندهم من الزخارف المموهة، والقواعد الباطلة، والأخبار الكاذبة، ولا يلام الذهبي على هذا فالعدو يرمي عدوه بأعظم من هذا.