الباب الثامن: فيما جاء في عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية المسند
  (وأصلي وأسلم على أشرف من دعا إلى الله وقاد المقانب، وعلا السبع الشداد، وشرفه على سائر الخلائق) أشرف الخلق على الإطلاق محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ÷ كما دلت كثير من الأحاديث على ذلك، من ذلك قوله تعالى في حديث الإسراء: «يا محمد إني انتختبتك لرسالتي واصطفيتك لنفسي فأنت نبيي وخيرتي من خلقي» انتهى، {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ١١٣}[النساء].
  والمقانب: جمع مقنب، والمقنب جماعة من الخيل والفرسان، وأفضل من قادها في الجهاد رسول رب العالمين، وخاتم النبيين محمد ÷.
  وعلا السبع الشداد: السموات، وصفها بالشدة لكونها قوية محكمة لا يؤثر فيها مرور الزمان، وفيه إشارة إلى المعراج وما شرف الله به نبيه في ليلته من المناجاة، وما رأى من الآيات الباهرات، وما أكرمه الله به أن أمّ أهل السماوات، وما أعطاه الله من البشارات له ÷ ولآله ولأمته.
  قوله: شرفه الله على سائر الخلائق: فإنه لما أمّ أهل السماوات وهم أشرف الخلق كان بإمامته لهم أشرف ممن ائتم به فضل من الله واختيار سبق.
  (وفضله أن نطقَه نور فاتق وشفاء شافي، وعصمه عن الهوى أو أن يحابي، إن هو إلا وحي يوحى) فكلام رسول الله ÷ كله حكمة وضياء لامع، فتق الله به بين الحق والباطل، وشفى به من داء الشرك والأدناس وكثير من داء الأسقام والأمراض العضال.
  وقوله: وعصمه ... إلخ: إشارة إلى نحو قوله ÷: «إن الله باهى بكم وغفر لكم عامة، وغفر لي ولعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد من أحب علياً في حياته وبعد موته، وأن الشقي حق الشقاء من أبغض علياً في حياته وبعد موته» أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في فضائل الصحابة من حديث عائشة، ولمحمد بن سليمان نحوه برواية أبسط من هذه من حديث أبي أيوب، ونسبه الخوارزمي من حديث الزهراء إلى الطبراني في معجمه، [ورواه المرشد بالله في أماليه مسنداً].