الباب الثامن: فيما جاء في عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية المسند
  وإشارة أيضاً إلى قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم]، فحفظه الله في أقواله من الهوى والمحاباة وأخبر سبحانه أنها صادرة عنه مستمرة عن أمر الله لا يخرج منها شيء عن إرادة الله.
  (وعلى آله الغر المنتجبين القافين أثره، والسالكين سبيله): الآل يطلق حقيقة ومجازاً على أقسام، والمراد به أقاربه الأدنون بدليل حديث أم سلمة وواثلة بن الأسقع، وسيأتيا.
  وقيد الصلاة على السالكين سبيله ليخرج من ليس بأهل من الذرية، أو أن صفة الآل سلوك سبيل أبيهم ÷.
  (وعلى المتمسكين بالثقلين الصادقين إلى يوم الدين من الصحابة وتابعيهم من المسلمين المهتدين) أردف الآل بمن تمسك بالقرآن والعترة صادقاً في ذلك، لأن كمال الإيمان مرتبط بذلك.
  والصلاة: الدعاء وهي من الله الرحمة.
  والسلام: الأمان، أي التسليم من النار والأمان منها.
  (أما بعد: فإنه قد طال العهد بيننا وبين نبينا نبي الرحمة ÷ وتوسطت قرون كثيرة وروى عنه حفاظ الثقات الحق، وجاء الظالمون والغافلون بغيره، حتى افترقت الأمة إلى فرق شتى وجحدت كل أمة غيرها ولم تقبل لها قولاً، غير الأمة العلوية الزيدية فإنها أخذت الحكمة من حيث وجدت، كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «الحكمة ضالة المؤمن» قال أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين: (ما كانت حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا إلا يتكلم بها».
  رواه ابن هبة الله المدائني من طريق عمر بن علي، عن أبيه #، ورواه عنه في نهج البلاغة، وهذا صحيح، ألا ترى إلى كثير ممن يبغض الوصي وآله قد رووا في فضلهم الكثير الطيب.