حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[خبر النواصب في أن أبا بكر أول من أسلم وتضعيفه]

صفحة 64 - الجزء 1

  أقول: قد روى بعض علماء الشافعية اتفاق الفقهاء على صحة الإحتجاج بالحديث الحسن سواء كان لذاته أو لغيره، وعليه جمهور الأًوليين والمحدثين؛ بل قال البغوي: أكثر الأحكام إنما تثبت بالحسن.

  وقال النووي إمام زمنه في هذا الشأن - وقد ذكر أحاديث -: وإن كان أسانيد مفرداتها ضعيفة مجموعها يقوي بعضه بعضاً، ويصير الحديث حسناً ويحتج به، وقد سبقه بذلك البيهقي وغيره.

[خبر النواصب في أن أبا بكر أول من أسلم وتضعيفه]

  نعم قد عارض الشانون للوصي بحديث عمرو بن عيسى: أتيت رسول الله ÷ وهو نازل بعكاظ فقلت: يا رسول الله من اتبعك على هذا الأمر؟ قال ÷: «حر وعبد، أبو بكر وبلال».

  قلت: وفي رواية: أتاه بمكة وقد تألبت عليه قريش ... الخبر.

  قلت: الخبر لا شك في وضعه لأن الأمة مجمعة على إسلام خديجة آخر يوم تنبأ فيه رسول الله ÷ ثم إن قريشاً لم تنافر رسول الله ÷ إلا بعد مدة من النبوة وقد أسلم كثير، وأما على رواية نزله في عكاظ فالنبي ÷ لم يخرج إلى عكاظ لعرض نفسه على القبائل إلا بعد موت عمه أبي طالب وزوجته خديجة.

  ثم عمرو هذا من الشاميين فلا يعزب عنك، والحديث روي عنه من طريقين في أحدهما زيد بن طلق عن عبدالرحمن بن البيلمان.

  وزيد: قال الذهبي: لا يُعرف.

  وعبدالرحمن: لَيَّنَه أبو حاتم.

  وقال الدارقطني: ضعيف لا تقوم به حجة.

  وقال الحافظ عبدالعظيم: لا تقوم به حجة.

  والطريق الأخرى فيها عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبدالله.

  وعكرمة كان أمياً تكلم فيه أحمد وغيره.