[جرح القوم لأبي بلج والرد عليهم]
  وقال ابن حبان: يخطي.
  وقال الجوزجاني: غير ثقة.
  أقول: أما الجوزجاني: فكان رجلاً مسرفاً طُعِن عليه في نقله ورد عليه غالب جرحه بل جرح في نفسه، ومع هذا فهو ناصبي شامي.
  وأما البخاري: فأتى بلفظة مطلقة محتملة، ومع أنه متأخر عنه وقد وثقه من عرفت.
  وأما كلام ابن حبان إن صح فقد صحح ابن عبدالبر حديثه هذا كما عرفت وشواهده كثيرة.
  وأما ابن عباس: فهو عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، ابن عم رسول الله ÷ نسب دونه فلق الصباح، شرك النبي ÷ في نسبه، وتأدب بآدابه، وحيد زمانه، ونسيج وحده، أجمعت الأمة على محبته على اختلافها، له من الفضائل ما يصعب الإحاطة به وشهرت أمره يغني عن نقل ذلك، مسح النبي ÷ على صدره وقال: «اللهم فقهه في الدين، وانشره منه» فكان كذلك، فروت عنه جميع الأمة.
  ومن مزاياه: أن أبا أيوب لما رجع من عند معاوية محروماً نزل له في أسفل منزله وأنزله أبا أيوب أعلاه وفعل له ما فعل لرسول الله ÷ وأعطاه أربعة وعشرين ألف مثقالاً قضاء لدينه، ومثلها لخاصة نفسه، ووهبه أثاث المنزل وكان مالاً.
  وذهب بصره في آخر أيامه من البكاء على علي # وله مع عمر في حق علي ومع غيره مناظرات كثيرة ومجاراة لهم شديدة.
= الكبير (٤/ ٢/٢٨٠، ٢٧٩) ولم يذكر فيه جرحاً، ولم يترجمه في الصغير، ولا ذكره هو والنسائي في الضعفاء، وقد روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة.