حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[شواهد نبوية وصحابية تؤكد سبق علي (ع) بالإسلام]

صفحة 71 - الجزء 1

  عن حبيش بن المعتمر، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله ÷: «أولكم وروداً عليّ الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب»⁣(⁣١) أهـ.

  وأخرجه الحاكم وسكت عنه الذهبي⁣(⁣٢).

  قال ابن أبي الحديد: واعلم أن شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في أن أول الناس إسلاماً علي بن أبي طالب إلا من عساه خالف في ذلك من أوائل البصريين؛ فأما الذي تقررت المقالة عليه الآن فهو القول بأنه أسبق الناس إلى الإيمان لا تجد الآن في تصانيفهم وعند متكلميهم والمحققين منهم خلافاً في ذلك.

  واعلم أن أمير المؤمنين ما زال يدّعي ذلك لنفسه ويفتخر به ويجعله في أفضليته على غيره، ويصرح بذلك، وقد قال غير مرة: (أنا الصديق الأكبر، والفاروق الأول، أسلمت قبل إسلام أبي بكر، وصليت قبل صلاته).

  وروى عنه هذا الكلام بعينه: أبو محمد بن قتيبه في كتاب المعارف، وهو غير متهم في أمره.

  وعن النبي ÷ أنه قال: «إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين» قاله لعلي #.

  أخرجه الطبراني في الكبير عن سلمان وأبي ذر معاً، وابن عدي في الكامل، والبيهقي والعقيلي عن ابن عباس⁣(⁣٣).

  وعن أبي ليلى يرفعه: «الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يسين، قال: {يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠}⁣[يس]، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}⁣[غافر: ٢٨]، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» أخرجه أبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر⁣(⁣٤).


(١) ذكره في الإستيعاب في معرفة الأصحاب، بهامش الإصابة (٣/ ٢٨).

(٢) المستدرك على الصحيحين للحاكم (٣/ ١٤٧) رقم (٤٦٦٢).

(٣) المعجم الكبير (٦/ ٢٦٩) رقم (٦١٨٤)، الكامل لابن عدي (٤/ ٢٢٨)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٤٧).

(٤) تاريخ دمشق لابن عساكر (٤٢/ ٤٣).