حاشية كرامات الأولياء في مناقب خير الأوصياء وعترته الأصفياء،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

[الكلام في علم أمير المؤمنين (ع) وكونه أعلم الصحابة]

صفحة 75 - الجزء 1

  وأما علم الحديث: فمن ترك العصبية وطالع مسانيد الأمة عرف أنه لم يرو عن أحد من صحيح السنة ما روي عنه، وكم بأيد العترة الطاهرة وأشياعهم منه ما لم يمكن أحد على احتوائه، وإنما ذلك كالبحر يغترف منه كل أحد بقدر همته.

  وأما علم النحو: فهو أشهر من أن تذكر نسبته إليه.

  وأما علم الأدب والفصاحة: فليس لأحد ما له، ومن أراد معرفة ذلك والقطع به طالع كتب الأدب والتواريخ.

  وأما علوم الملاحم والمغيبات: فإنه أخبر منها بما لأجله غلا فيه من غلا وادعى إلهيته، وكتب السير والتواريخ تشتمل عليها مشروحة.

  وقال - كرم الله وجهه - على المنبر: (سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها، وقائدها، وسائقها، ومناخ ركابها، ومحط رحالها، ومن قتل من أهلها قتلاً، ومن يموت منهم موتاً).

  وروى ابن عبدالبر عن جماعة من المحدثين، قالوا: لم يقل من الصحابة (سلوني) إلا علي بن أبي طالب⁣(⁣١).

  وروى الإسكافي، عن ابن شبرمة، قال: ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر (سلوني) إلا علي بن أبي طالب. أهـ باختصار وبعض تصرف.

  ومن كلامه - كرم الله وجهه -: (نحن شجرة النبوة ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً) ويشهد لذلك قوله ÷: «أقضاكم علي».

  قال القاضي حسين⁣(⁣٢): وهو حديث صحيح لا نزاع فيه.


(١) الإستيعاب في معرفة الأصحاب، بهامش الإصابة (٣/ ٤٠) في ترجمة أمير المؤمنين # عن سعيد بن المسيب.

(٢) المراد به القاضي العلامة الكبير، صاحب الروض النضير شرح مجموع الإمام زيد #: الحسين بن أحمد السياغي، المتوفى سنة (١٢٢١) هـ.