[الكلام في علم أمير المؤمنين (ع) وكونه أعلم الصحابة]
  وقوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» أخرجه جماعة من المحدثين، وبسط القول فيه القاضي حسين | في شرح المجموع.
  وهذا قد نص على تصحيحه في الجملة أربعة أئمة حفاظ، وهم: ابن معين في حديث ابن عباس، والحاكم أبو عبدالله فيه أيضاً(١)، والإمام محمد بن جرير في حديث علي #، وأبو الفضل جلال الدين السيوطي في أصل الحديث، وتصحيحه صادر عن اجتهاد وبحث.
  قال: وكذا الشارح يعني السيد الحافظ أحمد بن يوسف الحديثي فإنه كان من حفاظ الآثار وله الخبرة التامة في معرفة الرجال وقد جزم بصحته اجتهاداً ولم يظهر في الحديث علة قادحة خفيت على المتقدمين، ولذا قال العلائي فيما نقلناه عنه: لم يأتوا في ذلك بعلة قادحة.
  قلت: وكذا صححه ابن حجر الهيثمي في شرح الهمزية.
  ومن الشواهد لذلك: قوله ÷ من رواية سلمان: «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب» أخرجه الديلمي(٢).
  وقول النبي ÷: «علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله، وأشد الناس حباً لأهل لا إله إلا الله» أخرجه أبو نعيم عن علي #(٣).
(١) انظر المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٣٨، ١٣٧) عن ابن عباس رقم (٤٦٣٧) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢) الفردوس بمأثور الخطاب (١/ ٣٧٠) رقم (١٤٩١)، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال رقم (٣٢٩٧٧) وقال رواه الديلمي عن سلمان.
(٣) رواه المتقي في كنز العمال، الحديث رقم (٣٢٩٨٠) وقال رواه أبو نعيم عن علي.