[معاوية وبنو أمية يحثون على الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة]
  ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال، والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فَوَلَّوهُم الأعمال، وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس، فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله، فهذا أحد الأربعة) ..... إلى آخر الحديث رواه بعض أئمتنا.
  وأخرج أحمد في مسنده عن حكيم أنه قيل له عن رسول الله أمر، فسأل حكيم النبي ÷ فقال: «لم أقله وإن في أصحابي لمنافقين» أهـ.
[كلام الباقر (ع) في وجود الكذب في الأحاديث]
  ومن كلام للباقر #: (ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء، وعمال السوء فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة إلى أن قال #: حتى صار الرجل الذي يُذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة عن تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ولم يخلق الله تعالى شيئاً منها ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب ولا قلة ورع.
[معاوية وبنو أمية يحُثُّون على الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة]
  وقال المدائني في كتاب الأحداث: قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة ومنها: انظروا إلى من قِبَلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، وأكرموهم، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه، واسم أبيه، وعشيرته، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، ولما يبعثه إليهم معاوية من الصِّلات والكساء والجباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي؛ فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل والدنيا.
  قال: ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا أحداً من المسلمين يروي خبراً في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة؛ فإن