[ملازمة علي (ع) لرسول ÷ وطاعته له]
  ويزيد ذلك قوة وتصحيحاً: ما رواه في المجموع عن علي # قال: (كنت أنا ورسول الله ÷ نرعى غنماً ببطن نخلة قبل أن يظهر الإسلام فأتى أبو طالب ونحن نصلي فقال: يا ابن أخي ما تصنعان؟ فدعاه رسول الله ÷ إلى الإسلام وأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ÷ فقال: ما أرى بما تقولان بأساً، ولكن والله لا تعلوني استي أبداً، ثم ضحك علي # حتى بدت ضواحكه ثم قال: اللهم إني لا أعترف لعبد من هذه الأمة عَبَدَك قبلي غير نبيها - يردد ذلك ثلاث مرات -.
  ثم قال: والله لقد صليت مع رسول الله ÷ قبل أن يصلي بشر سبع سنين)(١) أهـ.
  فإن قلت: فهذه الأحاديث تخالف ما تقدم من أنه أسلم وصلى يوم الثلاثاء ثاني تنبيء رسول الله ÷ والروايات الصحيحة تحيل أنه لم يصل أحد منذ كانت الرسالة إلا بعد سبع سنين.
  قلت: أما إيمانه يوم الثلاثاء وصلاته فذلك فيما أمر به النبي ÷ من التبليغ مثل قوله(٢) عند انقلاع الشجرة آية لقريش: لا إله إلا الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر أن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقاً بنبوتك وإجلالاً لكلمتك.
  وأما صلاته السبع السنين: فإنه أراد # قبل [أن] يأمر رسول الله أن يبلغ الخلق عن الله أحكام الإسلام.
[ملازمة علي (ع) لرسول ÷ وطاعته له]
  والدليل على ذلك: أن رسول الله ÷ وُكِّلَ به مَلك عظيم منذ فصل من الرضاع يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق، وهو
(١) مسند الإمام زيد # (٤٠٥).
(٢) أي علي #، وقصة قلع الشجرة مذكورة في نهج البلاغة.